أكدت الجولة الماضية من الدوري الإنجليزي الممتاز، قوة فريق ليفربول وتذبذب نتائج مانشستر سيتي وأكثر المتفائلين من أنصار الفريق السماوي لن يضع فريقه في المركز الأول نهاية الموسم الكروي، بل يراه مرشحا لتضييعه مرتبة الوصيف، بعد أن تجلى الخلل الكبير أمام ليستر سيتي الذي فاز عليه بخماسية في عقر الديار، ناهيك عن المحرك الناري لفريق ليفربول الذي يبدو بأنه بقليل من الجهد هذا الموسم سيتوج للمرة الثانية باللقب، لأن المدرب الألماني كلوب جهّز نفسه وصار يمتلك دكة أقوى مما كان يمتلك في الموسم الماضي، حتى لو تعرض أحد نجومه ومنهم الثلاثي صلاح وماني وفيرمينو للإصابة أو الإرهاق، فهناك نجوم لا يقلّون عنهم مهارة.
مانشستر سيتي يعاني هذا الموسم من ضعف مقعد الاحتياط، مقارنة بالموسم الماضي حيث افتقد نجمه الكبير دافيد سيلفا المنتقل إلى ريال سوسيداد وساني النجم الحالي لبايرن ميونيخ، كما عانى في بداية الموسم من الإصابات التي أبعدت الأرجنتيني آغويرو الذي صار يلعب أسبوعا ويغيب أسابيع، والبرازيلي خيسوس وحتى البرتغالي بيرناردو سيلفا، العائد في مباراة الكأس الأخيرة كاحتياطي أمام بيرنلي، كما أبعدت الإصابة الألماني غوندوغان والبرتغالي جواو كونسيلو، وكلهم لاعبون من الطراز الرفيع، وصارت دكة احتياط الفريق باهتة جدا، بعد أن كانت لوحدها ترعب أي فريق، وكان غوارديولا يعتمد على عملية التدوير ليس خطة خاصة به، وإنما لأنه يمتلك لاعبين كبار، لا يمكن أن يقهر أي منهم بتركه دائما على مقاعد الاحتياط، ووصل به الأمر أن يفوز بتسعة أهداف في مباريات الكأس أمام فرق محترمة من الدرجة الثانية من دون أن يشرك أي لاعب أساسي من الفريق.
قال رياض محرز في آخر حواراته بأن فريقه يمتلك الإمكانات لاستعادة لقبه الإنجليزي، وكان الوجه الذي ظهر به الفريق أمام ليستر سيتي وعلى أرضه يوحي بأننا قد نشهد نهاية فريق الأحلام الذي يسيطر على أي فريق يواجهه، وتبقى مباراة اليوم أمام الصاعد الجديد ليدز يونايتد جوابا عن استعداد مانشستر سيتي لمقاومة المارد الأحمر الذي يسير في اتجاه الانتصارات المتتالية، التي زلزل بها العام الماضي الموازين ولم يشبع من تحقق الانتصارات إلى أن جعل الفارق بينه وبين أقرب ملاحق له يتعدى عشرين نقطة، ولو لم يتراجع في آخر منعرج لرفع الفارق بينه وبين مانشستر سيتي إلى ما فوق الثلاثين نقطة.
سيكون شهر أكتوبر حاسما بالنسبة لمانشستر سيتي بعد العودة من المباريات الدولية الودية للمنتخبات، سيستقبل فيه في الـ17 من أكتوبر فريق أرسنال، ثم يسافر على مرتين في 24 و31 من أكتوبر فريقي ويست هام وشيفيلد، وإذا اجتاز هذا الاختبار بسلام، سيستعد لموعد 11 نوفمبر الكبير على أرضه أمام ليفربول، ونذكر جميعا مباراة ما بعد كورونا في الصيف الماضي عندما سحق مانشستر سيتي فريق ليفربول برباعية كادت أن تكون خماسية لو احتسب حكم المباراة هدف رياض محرز البديع.
لا يعاني فريق مانشستر سيتي فقط من الإصابات التي ذبحت الفريق وحرمته من لاعبه الكبير آغويرو، وإنما أيضا من روتين المدرب غوارديولا وإفلاس خططه التي جعلته يسيطر على أي فريق يواجهه من دون ضمان الانتصار، فبالرغم من أنه يعاني من الدفاع الهش، إلا أن انتداباته دائما تسير لاختيار لاعبين عاديين لا يؤدون المطلوب منهم، وحتى ستونز ولابورت يبقيان دون مستوى المدافعين الكبار في العالم، ما يعني أن غوارديولا المتهم بكونه المدرب الأكثر إنفاقا في العالم، دفع فريقه لصرف عشرات الملايين من الدولارات من دون تحقيق التفوق الصريح على بقية الأندية، ويكفي القول بأن ميزانية مانشستر سيتي أفضل بخمس مرات من ميزانية ليستر سيتي، ومع ذلك فاز هذا الأخير بخماسية على مانشستر سيتي وفي دياره.
كان من المفروض أن تعود الجماهير الإنجليزية شهر أكتوبر الحالي إلى المدرجات بأعداد أقل في الدوري الإنجليزي، مثل فرنسا التي سمحت لـ 5 آلاف مناصر من الحضور، أو إيطاليا التي سمحت لألف مناصر بالدخول، ولكن عودة انتشار فيروس كورونا أجّل دخول الجماهير إلى غاية بداية السنة القادمة 2021 وممكن إلى ما بعد اكتشاف لقاح مضاد لهذا الفيروس، الذي ترك اللعبة الشعبية غير شعبية.