“اطمئنوا.. البعوض الناقل للملاريا لا يعيش بالجزائر”

36

طمأن مسؤول صحي بإليزي، بوفرة أدوية الملاريا، معتبرا أنه لا داعي للهلع، لاسيما أن غالبية الحالات مستوردة، وأن البعوض الناقل للعدوى لا يعيش في الجزائر. جاء هذا عقب ظهور الداء في عدد من الولايات الجنوبية، أين تبذل الجهات المعنية، جهودا كبيرة لاحتواء الداء، والتكفل بالمرضى.

طمأن مدير الصحة لولاية إليزي الدكتور احمد زناتي بوجود وفرة في أدوية الملاريا، مضيفا أنه لا داعي للهلع، كون ولاية ايليزي “اعتادت على تسجيل عشرات الإصابات سنويا”. وأضاف بأن ولاية ايليزي تسجل سنويا العشرات من الإصابات بهذا الداء، حيث تم إحصاء 101 إصابة خلال السنة الماضية، و180 إصابة خلال سنة 2018، وهذا ما لا يدعو إلى الهلع، ولكن هذا لا يعني أن هذا الوباء غير خطير، والأهم في الأمر، حسبه، أن فصيلة البعوض المتسبب في نقل العدوى ”بعوض انوفال”، غير موجود ولا يعيش بولاية ايليزي.

كما وجه المتحدث، نداء إلى المواطنين الراغبين في التوجه نحو دولتي النيجر ومالي خاصة، كي يتقدموا إلى مصالح الوقاية بجانت وايليزي للحصول على الأدوية التي تقيهم من العدوى. وكشف بأن ولاية ايليزي سجلت 93 حالة معظمها تعود لرعايا أفارقة وثمانية جزائريين تنقلوا إلى النيجر ومالي، دون أخذ الأدوية الوقائية، كما أن معظم هذه الإصابات كانت في مدينة جانت، مما يدل حسبه أن جميع هذه الحالات مستوردة ولا وجود لحالات عدوى محلية، فيما يتواجد حاليا في الاستشفاء ثلاث حالات حرجة نوعا ما، أما البقية فقد تم منحهم الأدوية فقط.

وفي ولاية تمنراست، كشفت المصالح الصحية بمستشفى مصباح بغدادي، أنه يتم تسجيل ما بين 50 و60 حالة إصابة يوميا، أغلبها حالات مؤكدة، فيما سجل أغلب هذه الحالات على مستوى إقليم بلدتي عين قزام وتين زواتين، نتيجة الاختلاط في المناطق الرعوية المشتركة على مستوى الحدود بين الجزائر ودول الجوار، إذ أن هذه الأخيرة تعرف إنتشار وباء الملاريا، لاسيما دولتي مالي والنيجر، المتاخمة للحدود الجنوبية القريبة من إقليم الأزواد المجاور. وصرح الطبيب المشرف على متابعة الملف، أن أغلب حالات الإصابة هي إصابات مستوردة من خارج الوطن، وأغلبها لمصابين من الرعايا الجزائريين قدموا من دول الجوار أو أفارقة من المهاجرين، وقد تم التكفل بهم على مستوى المستشفى، بعد تلقيهم العلاج المناسب.

وحسب إحصائيات رسمية، فإن حصيلة المصابين بالملاريا عبر تراب الولاية منذ بداية السنة الحالية وإلى غاية نهاية الشهر الحالي، قد تجاوز 918 حالة إصابة، نجم عنها وفاة ثلاثة أشخاص، مع إرتفاع محسوس في عدد الإصابات، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حسب الدكتور اخموك.

من جهته، دعا وسيط الجمهورية بالمقاطعة الإدارية ببرج باجي مختار في أدرار، لنصاري عمر إلى فتح مركز للوقاية من الأوبئة ببرج باجي مختار، “كون المنطقة بوابة لإفريقيا ومعرضة لكل أنواع الأوبئة”، وأضاف في اتصال مع الشروق، أن الملاريا “ليست غريبة عن المنطقة، وهي مرض شائع في موسم سقوط الأمطار”. وفي السياق ذاته، أفاد متابعون أن وفيات الملاريا بدول الساحل، تعد بالمئات، ما يستدعي تحركا عاجلا، لاحتواء الداء بتلك المناطق، التي لا يحظى غالبية سكانها بالرعاية الصحية، ونبه المتابعون إلى أن استشراء الداء بالساحل، من شأنه أن يساهم في انتقاله إلى الجزائر. من جهتها أعلنت مصالح ولاية أدرار، تشكيل خلية على مستوى مقاطعة برج باجي مختار، لمتابعة تطورات الوباء، وإجراءات أخرى، منها توفير 100 شريحة للكشف عن المرض. كما وجه عدد من نواب الولاية بالبرلمان، بيانا دعوا فيه الحكومة إلى التدخل العاجل، عبر توفير أطقم طبية وسيارات إسعاف، لدعم جهود احتواء المرض.

كما أحصت مصالح ولاية ورقلة إصابة خمس أشخاص بداء الملاريا، لازالوا يتلقون العلاج بمصلحة الأوبئة بمستشفى محمد بوضياف 600 سرير، بعد أن سخرت المصالح الطبية فريقا متخصصا لمعالجتهم والعناية بهم. وحسب مصادر “الشروق” فإن هناك حالتين، تخصان مواطنين عادا من النيجر مؤخرا، إضافة إلى ثلاث حالات أصيبت بالعدوى، خلال تواجدها بولاية تمنراست.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here