تفاؤل فلسطيني حذر من إمكانية نجاح الجهود الجزائرية لإنهاء الانقسام

6
تفاؤل فلسطيني حذر من إمكانية نجاح الجهود الجزائرية لإنهاء الانقسام
تفاؤل فلسطيني حذر من إمكانية نجاح الجهود الجزائرية لإنهاء الانقسام

أشرف الهور

أفريقيا برس – الجزائر. بالرغم من إرسال الجزائر دعوات للفصائل الفلسطينية من أجل المشاركة في لقاء المصالحة الموسع، وتحديد يومي 11 و12 من الشهر الجاري موعداً لعقده، إلا أن الخلافات القائمة على الأرض، بين “فتح” و”حماس”، حول طرق إنهاء لانقسام، لا تزال كبيرة، ما يهدد بعدم نجاح تلك الجهود.

دعوة بدون مقترح

وعلمت مصادر اعلامية أن الفصائل الفلسطينية التي لها مقرات في لبنان، تسلمت الدعوات عن طريق السفير الجزائري هناك، فيما أرسلت دعوات أخرى لـ “حركة فتح” وأخرى لحركة “حماس”.

وحددت الجزائر في الدعوات يومي 11 و12 من الشهر الجاري، موعدا لهذا اللقاء، والذي كان من المفترض، حسب الترتيبات التي جرت خلال اللقاءات التي عقدت الشهر الماضي مع وفدين رفيعين من “فتح” و”حماس”، أن يعقد في بداية الشهر، وقد أشار تأخير عقده لأيام إلى وجود خلافات في المواقف، تهدد بإفشال الحوار.

وبدا من الدعوة أن الجزائر تريد أن يعقد اللقاء الموسع للفصائل، قبل انعقاد القمة العربية على أراضيها، في مطلع الشهر القادم، لتقدم اتفاق المصالحة، حال جرى التوافق عليه، للقمة العربية من أجل اعتماده عربياً.

ولم ترسل الجزائر في دعواتها، التي سلمت للفصائل الفلسطينية، مقترح الحل الذي سبق وأن أعلن أنها تعمل على وضعه، للاطلاع عليه قبل بدء الحوارات، ووفق مصدر مطلع من أحد الفصائل المشاركة، فإنهم كانوا يتوقعون إرسال مقترح الحل الجزائري.

ويشير المصدر إلى أن الحوار الذي سيعقد ربما تطرح فيه وجهة النظر الجزائرية لحل الملفات العالقة، وأبرزها الشراكة والحكومة ومنظمة التحرير، لكنه قال إن قصر أيام الحوار المحددة بيومين، يجعل من التوافق على الحل، في حال كانت هناك خلافات كبيرة، أمراً صعباً، وقد أبدى تفاؤله الحذر من إمكانية الوصول إلى حل لمشاكل الانقسام في الجزائر.

وكانت القدس العربي كشفت في أعقاب جلسات الحوار التي استضافت فيها الجزائر، قبل أسبوعين، وفدين من “فتح” و”حماس”، أن المسؤولين في هذا البلد العربي طرحوا الخطوط العريضة للمصالحة وإنهاء الانقسام، وأن الحوارات حينها استغرقت وقتا طويلا، خلال نقاش العديد من القضايا.

وقد طلب الفريق الجزائري المكلف بالمصالحة من “فتح” و”حماس”، تجنب التصعيد خلال الفترة الحالية، والابتعاد عن التراشق، وعدم الحديث عن تفاصيل الورقة التي ستقدم خلال الاجتماع الموسع، خاصة بعد أن قام بأخذ ملاحظة الفريقين على بعض النقاط الخاصة بالتطبيق.

وكان وفد حركة “فتح”، الذي يترأسه نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعضوية كل من عزام الأحمد وروحي فتوح، عضوي اللجنة المركزية، ووفد “حماس” برئاسة خليل الحية، رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، وعضوية كل من ماهر صلاح وحسام بدران، عضوي المكتب السياسي، أجريا حوارات معمقة مع الفريق الجزائري المختص بالمصالحة، قبل أسبوعين.

الفصائل تدعم الجهود

وأكد تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، أن حركته تتوجه إلى الجزائر بـ “قلوب مفتوحة وتعليمات واضحة من القيادة للوصول إلى الاتفاقيات التي تنهي الانقسام الفلسطيني إلى الأبد”، وخلال تصريحات لإذاعة صوت فلسطين قال نصر الله: “ذاهبون بوحدة وطنية وإستراتيجية للاستمرار بالنضال وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتوحيد الضفة وغزة”.

وأكد أن الجزائر تحظى باحترام كل الفلسطينيين، ومواقفها منذ بدء الصراع حتى الآن لم تتغير نهائيا، وأضاف: “بل تزداد تأييدا للفلسطينيين وقضيتهم، والجهد الجزائري يأتي استكمالا للجهد المصري والعربي الذي بدأ منذ عام 2007″، وأشار إلى أن الحوار الذي سيجري في الجزائر مهم جدا، وقال: “لابد أن نكون موحدين لرفض الاحتلال وإفشال سياساته بكسر إرادة الشعب الفلسطيني”.

يشار إلى أن فصائل “منظمة التحرير”، إضافة إلى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، هي من تلقى دعوات المشاركة في الحوار الموسع، وهي ذات الفصائل التي شاركت في الحوارات الاستكشافية التي استضافتها الجزائر في شهري يناير وأبريل الماضيين، لمعرفة وجهة نظر الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام.

وقال داود شهاب، القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، إن حركته تلقت دعوة للمشاركة، وأن وفدا قياديا من الخارج سيشارك في الاجتماعات، لافتا إلى أن وفد حركته سيرأسه الدكتور محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية، وأعلن عن ترحيب حركت الجهاد بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إنهاء الانقسام، ويوضح شهاب أن الحوار الوطني الذي سيعقد برعاية جزائرية، سيخصص لمناقشة حل القضايا الخلافية التي تعيق إنهاء الانقسام، ومنها الشراكة.

وأعلنت “الجبهة الشعبية” تلقيها دعوة جزائرية للمشاركة في الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، وقال مسؤول مكتب العلاقات الوطنية في الجبهة ماهر مزهر، إن وفود الفصائل ستصل تباعًا للجزائر في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، بينما تبدأ جلسات الحوارات بين كافّة الفصائل يومي الـ11-12 من نفس الشهر، وأكد أن الخطوة الجزائريّة تأتي في سياق العمل على إنجاز الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، “ليتمّ البدء بمرحلة وطنية جديدة من النضال والكفاح”.

وقال إن تنظيمه سيكون “جسرا من أجل إنجاز الوحدة وإنهاء الآلام التي يكابدها الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن 15 عاما”، وطالب في ذات الوقت حركتي “فتح” و”حماس” بأن “يرتقيا إلى مستوى التضحيات والآمال التي يتطلّع لها شعبنا”، كما دعاهم لـ “البدء بخطوات حقيقيّة صادقة باتجاه إنجاز الوحدة، وأن تتوفّر لديهم الإرادة السياسية لإنهاء الانقسام”.

وأشار إلى أن “الجبهة الشعبية” قدمت سابقا رؤيتها للوحدة الوطنية، من خلال إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، والذي نستطيع من خلاله تحقيق آمال شعبنا الفلسطيني، لافتا إلى أن الجزائر ستقدّم رؤية جديدة، عبارة عن “خلاصة لكل الحوارات السابقة بين الفصائل، لتكون قاسما مشتركا بين الجميع، وتمثل الحد الأدنى من الرؤى المشتركة وصولا لطي صفحة الانقسام”.

وكان صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، قال إن حركته لديها مبدأ بأنها لا تضيّع أي فرصة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وأشار إلى أنها أبلغت الجزائر جاهزيتها وجديتها للمشاركة في اجتماعات الجزائر للمصالحة.

مقترحات الحل

وخلال الفترة الماضية، دعا الكثير من الفصائل الفلسطينية حركتي “فتح” و”حماس”، للتجاوب مع جهود المصالحة التي تبذل، من أجل الوصول إلى شراكة وطنية مبنية على التمسك بالثوابت الفلسطينية.

وقدمت عدة مقترحات من قبل الفصائل المشاركة في لقاء الجزائر خلال الحوارات الاستكشافية، من بينها تشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية وتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني، وأن تبنى الشراكة الوطنية على أساس انتخابات رئاسية وتشريعية من أجل انتخاب قيادة جديدة للشعب الفلسطيني.

كما قدمت مقترحات، في حال لم تجر الانتخابات، للذهاب نحو التوافق على تشكيل مجلس وطني انتقالي لمدة عام أو عامين وتأسيس مرحلة جديدة من العمل السياسي الفلسطيني.

والجدير ذكره أن الخلافات السابقة بين حركتي “فتح” و”حماس” تركزت، بعد الخلاف الكبير الذي نشب بسبب تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في مايو من العام الماضي، حول كيفية تشكيل الحكومة القادمة.

ففي الوقت الذي طالبت فيه حركة “فتح” بتشكيل حكومة توافق وطني، تعترف ببرنامج منظمة التحرير، وتلاقي قبولا دوليا، رفضت حركة “حماس” هذا الشكل للحكومة، بسبب عدم اعترافها باتفاقيات المنظمة الموقعة مع إسرائيل.

كما شددت حركة “حماس” على ضرورة عقد الانتخابات العامة، فيما تتبنى حركة “فتح” موقف عقد الانتخابات في حال توفر عقدها في القدس المحتلة.

ولم يكشف كيف ستحل الورقة الجزائرية الجديدة للمصالحة هذه المعضلة من الخلافات بين “فتح” و”حماس”، في ظل أنباء ذكرتها مصادر في حركة “فتح”، أشارت إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد للرئيس محمود عباس خلال لقائهما الأخير في الجزائر، دعمه لجمع الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.

وكانت معلومات سابقة أكدت أن الخطة الجزائرية تستند كثيرا إلى الاتفاقيات التي وقعتها حركتي “فتح” و”حماس” في القاهرة وغزة، بما فيها الاتفاقية الأخيرة الخاصة بتنفيذ الاتفاقيات، خاصة أن اتفاقية المصالحة الموقعة في القاهرة عام 2011، وضعت أسس المصالحة، حيث لم يتبق سوى الاتفاق على طرق التنفيذ.

يشار إلى أن حركتي “فتح” و”حماس”، لم تتمكنا، منذ أن وقع الخلاف بينهما عام 2007، والذي أفضى لسيطرة “حماس” على غزة، فيما بقي حكم السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة “فتح” في الضفة الغربية، من التوصل إلى حل نهائي للوضع القائم، رغم الاتفاقيات التي وقعت ومن ضمنها اتفاق تطبيق المصالحة الذي رعته مصر في أكتوبر من العام 2017.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here