أفريقيا برس – الجزائر. كشفت اعترافات متهم موقوف أمام محكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة، الإثنين، عن وقائع وتفاصيل خطيرة تخص عملية تهريب وسرقة تورط فيها، طالت حاوية من الحجم الكبير تحتوي على شحنة من مادة الفول السوداني فاق وزنها 17 طنا نقلت من الميناء الجاف برويبة في ظروف غامضة، وتم تحويلها عبر شاحنته بعد تغيير الرقم التسلسلي للمركبة وتزوير وثائقها، ليتم تسويق الكميات المسروقة بأسواق الجملة والتجزئة لاحقا.
التحقيقات الأمنية في الملف حسب ما ناقشته المحكمة الإثنين، باشرتها عناصر الشرطة القضائية استنادا لشكوى تقدمت بها إدارة الجمارك بخصوص اختفاء غامض لحاوية يبلغ طولها نحو 40 قدما، تحتوي على 1720 علبة من الفول السوداني بوزن 10 كلغ لكل علبة، وكشفت التحريات الجارية لاحقا هويات المتورطين بلغ عددهم 9 أشخاص من بينهم تجار وعون جمركي يتزعمهم سائق مرخص لشاحنة للوزن الثقيلة، يدعى”ب. بلقاسم” الأخير كان ينشط في مجال نقل الحاويات من مختلف الموانئ بالعاصمة وعدة ولايات، وكلف بمهمة التهريب وتسوية إجراءات إخراج الحاوية.
المتهم “ب. بلقاسم” سرد تفاصيل دقيقة عن عملية تهريب الحاوية من الميناء وإلى غاية نقلها نحو حظيرة للنفايات الحديدية بالكاليتوس، حيث كشف المتهم خلال استجوابه، ، أنه تعرف على شخص يدعى “غ. بوعلام” جمركي سابق في إطار نشاطه على مستوى الميناء الجاف بسيدي موسى، وطلب منه حينها نقل حاوية بها معدات حفر مستوردة من الخارج، ليتصل به بعد شهر من ذلك وعرض عليه مشاركته بعملية تهريب حاوية من الميناء الجاف برويبة نقلت منذ أيام من ميناء العاصمة، كما عرض عليه مبلغا مغريا مقابل تنفيذ المهمة الموكلة له، وأضاف المتهم أن شريكه وضع خطة من أجل تسهيل عملية ولوجه للميناء والحصول على الرقم التسلسلي للحاوية وكذا المعلومات المدون عليها بمساعدة عون جمركي بذات المكان، يضيف المتهم، أنه وبعد الموافقة على الخطة التي رسمت مسبقا، توجه ليلا لإعادة حاوية فارغة ونقل أخرى محملة بمادة الفول السوداني حسب الاتفاق، وقدم الجاني نسخة عن رخصة سياقته إلى جانب المعلومات المتحصل عليها بخصوص الحاوية من أجل تسوية إجراءات النقل بمكتب إدارة الجمارك، واعترف المتهم أنه تحصل على عمولة بقيمة 150 مليون سنتيم من المدعو “غ.بوعلام”، وقام بتزوير وثائق الشاحنة وتغيير لوحة الترقيم قبل خروجه من الميناء.
بالمقابل، اعترف المتهم “ب.مراد” صاحب حظيرة لبيع النفايات الحديدية بأن الحاوية نقلت بطلب من المدعو “غ. بوعلام” إلى حظيرته واحتفظ بها لمدة أربعة أيام قبل تفريغ الشحنة وإبرام صفقات بيع مادة الفول السوداني بمبالغ مالية تنافسية، ثم إعادة تغيير لون الحاوية المسروقة للتمويه وبيعها كنفايات حديدية للتخلص منها، وتضاربت تصريحات باقي المتهمين بالجلسة حول ظروف وكيفية تسويق المنتوج المسروق.
من جهة أخرى، تأسست إدارة الجمارك طرفا مدنيا بالملف وملاحقة المتورطين بتهمة التهريب داخل إقليم جمركي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس