رُفض في الجزائر وفرنسا.. أي مصير ينتظر تقرير ستورا؟

14
رُفض في الجزائر وفرنسا.. أي مصير ينتظر تقرير ستورا؟
رُفض في الجزائر وفرنسا.. أي مصير ينتظر تقرير ستورا؟

افريقيا برسالجزائر. يواجه تقرير بنجامين ستورا حول الحقبة الاستعمارية، العديد من الأسئلة حول مصيره، وهل ستتمسك به فرنسا أم ستتخلى عنه على ضوء الانتقادات التي طالته في باريس والجزائر.

وتعرض تقرير بنجامين ستورا إلى انتقادات كبيرة من طرف الجزائريين بعد إغفاله مطلب كبير وهو اعتذار فرنسا على جرائمها خلال الفترة الاستعمارية للجزائر، وتركيزه على جوانب هامشية على غرار تنظيم احتفالات مشتركة وتكريم شخصيات تاريخية من البلدين.

وقالت المنظمة الوطنية للمجاهدين إن “السياق الذي أعد فيه المؤرخ تقريره يوحي بأنه خان أفكاره وأنه فرض عليه ما يكتب لأغراض سياسية بحتة”.

وأضافت أن الفرنسيين كانوا دائما يتناولون هذا الموضوع “بأهداف مستترة”، معتبرة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهدف إلى استعمال ملف الذاكرة “كورقة رابحة” في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

كما صدرت انتقادات مماثلة من أحزاب وشخصيات ومواطنين، حول مضمون التقرير الذي اعتبر محاولة للقفز على مطالب الاعتذار عن جرائم الاستعمار.

ومن بين النقاط التي أثارت غضب الجزائريين، هي محاولة محرر التقرير إعادة الاعتبار للحركى وتسهيل عودتهم إلى الجزائر، إضافة إلى مساواة الضحية مع الجلاد.

وفي الجانب الأخر، لم يسلم تقرير بنجامين ستورا من الانتقادات التي تهاطلت عليه من طرف اليمين الذي اعتبره خيانة لتاريخ فرنسا، ومحالوة للتخلي عن تضحيات الحركى والأقدام السوداء.

تقرير بنجامين ستورا، أشعل الجدل في باريس كذلك، خاصة لدى الأوساط اليمينية، وأحيا مطلبا قديما للحركى تجاه الحكومة الفرنسية، المتهمة بترك هذه الفئة لمصيرها غداة توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، وهو مطلب يحاول البعض تشريعه من قبل الرئيس الفرنسي عبر قانون خاص.

ومعلوم أن اليمين يرفض أي شكل من أشكال الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي طيلة فترة احتلاله للجزائر.

وبنجامين ستورا مؤرخ فرنسي جزائري الأصل، من أسرة يهودية قديمة بالبلاد، ويعتبر من أبرز المؤرخين الفرنسيين المعاصرين المتخصصين في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية وأحداث الثورة التحريرية التي انتهت باستقلال الجزائر عن فرنسا.

وفي خضم هذا الشد والجذب، بين الضفتين، يبقى مصير تقرير بنجامين ستورا مرتبطا بمدى استعداد فرنسا للاعتراف بالمجازر التي قامت بها في حق الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاحتلال.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here