لا صيام لأصحاب الأمراض المزمنة من دون استشارة الطبيب

2
لا صيام لأصحاب الأمراض المزمنة من دون استشارة الطبيب
لا صيام لأصحاب الأمراض المزمنة من دون استشارة الطبيب

أفريقيا برس – الجزائر. مع اقتراب شهر رمضان يواجه المصابون بمتخلف الأمراض المزمنة، معضلة كبيرة في التوفيق بين واجباتهم الدينية والقيود التي يفرضها المرض، حيث يعد اتباع النصائح الطبية المناسبة خلال الصيام أمرا ضروريا لأي شخص، لاسيما إن كان يعاني من أمراض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض مزمن آخر، وذلك حماية له من أي مضاعفات صحية تتبعها، واستعمال الرخصة الشرعية التي تسمح لهم بالإفطار.

وتسابق جمعيات خيرية الزمن مع اقتراب شهر الصيام لتنظيم فعاليات وحملات تحسيسية، من شأنها تقديم النصائح والإرشادات والتوجيهات لضمان صيام صحي وآمن لفائدة المرضى، أو الامتناع عن الصوم في بعض الحالات الخطيرة التي تستوجب الالتزام ببرنامج علاجي خاص، خاصة المصابين بمرض السكري من النوع الأول والذين تترد في أذهانهم أسئلة كثيرة حول الحالة التي يسمح لهم فيها باستعمال رخصة الإفطار أو العكس، وفي السياق، تقول رئيسة جمعية الرفاق لدعم الشباب فايزة شجيح، إن جمعيتها شرعت مؤخرا في تنظيم حملات تحسيسية، لفائدة المصابين بالأمراض المزمنة وتقديم النصائح والإرشادات لمرضى داء السكري، تزامنا مع شهر رمضان وذلك في إطار توعيتهم بخطورة إهمال توجيهات الطبيب المعالج.

وكشفت المتحدث أن الجمعية باشرت حملات تحسيسية وتوعوية بمناسبة الشهر الفضيل بالتنسيق مع جمعيات وطنية، وتخصيص فضاءات خاصة على مستوى البلديات ومناطق نائية بعدة ولايات لفائدة مرضى السكرى باعتباره مرض مزمن ولابد من التعايش معه بحسب الظروف والتغيرات، بما في ذلك أثره على الصيام، كما أن هذا المرض بحسب المتحدثة له مضاعفات صحية في حالة الإفراط بتناول أغذية غير صحية على غرار السكريات والمشروبات التي تعد أهم العادات الغذائية لدى الجزائريين في الشهر الفضيل، وهو ما يفسد بحسبها الحمية الغذائية، وقد يؤثر بشكل مباشر على صحة المريض، وقالت رئيسة جمعية الرفاق، أن هدف الحملات التحسيسية التي تقوم بها عدة جمعية ناشطة بمجال الصحة هو توجيه مرضى السكري من جميع الفئات، إلى ضرورة اتباع البرنامج الغذائي الصحي المسموح به من طرف الأطباء، ويشمل بصفة أولية الحمية الغذائية والامتناع عن المأكولات المضرة، قائلة إن بعض المرضى الذين يسمح لهم بالصيام من قبل الطبيب المعالج لا يتناولون جرعات الدواء بشكل منتظم خلال فترة الصيام كما يهملون الحمية الغذائية كليا.

الالتزام بتوجيهات الأطباء لتفادي المضاعفات الصحية

وفي هذا السياق، ينصح الدكتور فتحي بن اشنهو المصابين بمرض السكري بضرورة مراجعة الطبيب المعالج والمطّلع على حالته ومدى انتظامه في إتباع برنامجه العلاجي، وكذا إطلاعه على التحاليل الطبية لمريضه، والأرقام البيولوجية الخاصة به، مع تشديده على ضرورة الالتزام بنصائح وتوجيهات الأطباء حرفيا، قبل الشروع في الصيام تجنبا لأي مضاعفات صحية مهلكة.

ونوه بن اشنهو إلى أن المصاب بمرض السكري من النوع الأول يعاني من فقدان الوظيفة الحيوية للبنكرياس في تنظيم نسبة السكر في الدم، كما هو الأمر لدى الأشخاص العاديين لوجود مراقبة ذاتية، مضيفا، أنه في حالة الإصابة بمرض السكري فإن “البنكرياس” لا يقوم بوظيفته الطبيعية والمتمثلة في المراقبة والحفاظ على معدل السكر واستقراره، وبحسب المختص، فإن المريض هنا بحاجة إلى أخذ جرعات الأنسولين المنصوح بها من قبل الطبيب المتابع لحالته ويمنع من الصوم.

ويرى بن اشنهو أن مراقبة الأمراض المزمنة والنمط الغذائي ليس مرتبط بشهر رمضان فقط، بل هو نظام صارم يتبع على مدار السنة من أجل الحفاظ على استقرار الحالة الصحية للمريض، وأردف قائلا إن المتابعة الدائمة للمريض ضرورية، بالأخص لمرضى السكرى، وذلك لعدم استقرار مادة السكر في الدم وتسييرها بطريقة صحيحة، باعتبارها مادة أساسية بجسم الإنسان، مشيرا إلى أن المريض بحاجة لمراقبة طبية مستمرة من أجل تفادي أي مضاعفات قد تصل إلى حدوث غيبوبة بسبب نقص السكر، خاصة مرضى النوع الأول الذي يعتمد على حقن الأنسولين، ويحتاج إلى تناول الأكل مباشرة بعد ذلك.

ونوه الدكتور بن اشنهو إلى ضرورة تعاون المريض مع الطبيب المعالج في وضع نظام غذائي صحي، مشيرا إلى أن الصيام قد يكون خطر على أصحاب الأمراض المزمنة بشكل عام وليس مرض السكري فقط، منها مرضى ارتفاع ضغط الدم، وهم مجبرون على تجنب الأطعمة الغنية بالدهون، مع استبدالها بالفواكه والخضروات والأطعمة الأخرى التي يمكن أن تساعد في السيطرة ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بسبب الصيام.

خطب في المساجد لتحسيس المرضى

من جهة أخرى، تأسف البروفيسور بن اشنهو لوجود نقص في التوعية من قبل المختصين، بخصوص بعض العادات السيئة لمرضى السكرى، وتهاونهم في أخذ العلاج المناسب خلال رمضان، قائلا إن الكثيرين منهم يجبرون أنفسهم على الصيام لساعات طويلة، وعدم تطبيقهم للأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والإفطار في حالة وجود عذر شرعي، وهو المرض كما ينص عليه ديننا الحنيف، مضيفا أن معظمهم ينتهي بهم المطاف بالمراكز الصحية ومصالح الاستعجالات، وطالب المتحدث، بضرورة التنسيق بين الأئمة والأطباء من خلال تقديم نصائح وإرشادات بالمساجد لتوعية المرضى حول خطورة إهمال توجيهات الأطباء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here