هبة تضامنية لتنظيم رحلات لأبناء العائلات المعوزة

3
هبة تضامنية لتنظيم رحلات لأبناء العائلات المعوزة
هبة تضامنية لتنظيم رحلات لأبناء العائلات المعوزة

أفريقيا برس – الجزائر. يلعب الترفيه دورا مهما في حياة الطفل، ويساهم في تحفيزه نحو الاجتهاد أكثر في حياته الدراسية، فمرور العطلة الصيفية دون أوقات ترفيه وتسلية، قد يقلل الرغبة عند بعض التلاميذ في العودة إلى مقاعد الدراسة، ولا يمنحهم حيوية ونشاطا مع بداية الدخول المدرسي، الأمر الذي جعل الكثير من الجمعيات الخيرية ولجان الأحياء تلتفت إلى فئة الأطفال الذين يحرمون من الذهاب إلى البحر أو إلى رحلات ترفيه وتسلية، لأنهم من عائلات فقيرة أو لأنهم يتامى أو أبناء أرامل.

وحملت الكثير من المنظمات والمؤسسات وجمعيات الأحياء، على عاتقها الكشف عن أطفال يقطنون أحياء فقيرة أو محرمون من دفء العائلة، لضمان لهم أولوية حق التسلية والترفيه من خلال رحلات منظمة إلى البحر أو الجبال او الغابات، مع توفير لهم كل الإمكانيات المادية والمتابعة النفسية والإرشادية، حتى يشعروا أكثر بمتعة هذه الرحلة التي تعتبر بمثابة تنفيس وتخلص من طاقة سلبية وضغوطات الحياة اليومية، وما تبقى من متاعب الدراسة.

وفي هذا السياق، قال رئيس رابطة لجان الأحياء لمدينة مستغانم، عبد الرحمان قورار، موظف بقطاع التربية، إن برنامج الرابطة يضم عدة محاور وأهمها الترفيه والتسلية لدى الأسرة والطفل، بحيث تنسق مع عدة جمعيات ولجان الأحياء لضبط قوائم الأطفال الذين لديهم أحقية وأولوية في الرحلات الموجهة للبحر والغابة والجبال، على أن يتم التنسيق والتواصل مع هياكل ومؤسسات عمومية.

وأكد أن برنامج عطلة الصيف، حدد عدة خرجات ميدانية لعدة مناطق سياحية في مستغانم، وتتعلق بشواطئ البحر والجبال والغابات، وبعدها قامت الرابطة من خلال لجان الحي بخرجات ميدانية لإحصاء شامل للأطفال الفقراء واليتامى وأبناء الأرامل، مع ترتيب أسمائهم حسب الأولوية المتعلقة بقلة الحاجة والعجز المالي، ثم ضمان توقعات أولياء هؤلاء الأطفال قبل أخذهم لرحلة ما.

رحلات تضمن السعادة لأبناء المعوزين

وأوضح عبد الرحمان قورار، أن المسح الذي تقوم به رابطة لجان الأحياء بمستغانم، يشمل من 5 إلى 7 أحياء، وذلك حسب الظروف والإمكانيات والاعتماد على مديرية الشبيبة والرياضة التي لديها برنامجها الخاص من خلال مصلحة مكلفة بتنظيم رحلات الترفيه والتسلية للأطفال.

وقال إن قيام الرابطة باختيار قوائم أبناء الفقراء المحتاجين فعلا إلى الاستفادة ن رحلات مديرية الشبيبة والرياضة، يضمن الراحة خلال عطلة الصيف للأطفال المحرومين، بحيث من كل حي بمدينة مستغانم يستفيد 4 إلى 5 أطفال من رحلان نحو الشواطئ أو الجبال أو الغابات.

وبحسب عبد الرحمان قرار، موظف في قطاع التربية، فإن كل رحلة سياحية يستفيد منها طفل محروم وأولياؤه غير قادرين على توفير له حق الراحة والترفيه والتسلية في أماكن سياحية وخاصة في الشواطئ، لديها وقعها الإيجابي في نفسية هذا الطفل، ويمكن أن تساهم في بعث الثقة لديهم، وتحفيزه على استقبال موسم دراسي جديد، كما تشعره بأنه لا يقل أهمية اجتماعية مقارنة بباقي أقرانه.

ويرى أن مثل هذه الرحلات التي تضبط قوائمها من طرف لجان الحي، من شأنها أن تحدث التوازن في المجتمع، والتوازن النفسي عند التلاميذ، بعد عطلة صيفية تمكنوا فيها من تفريغ شحنات سلبية ومكبوتات وضغوطات حياتية.

جمعيات تحفز لجان الحي على ضمان الترفيه لأبناء الفقراء

وفي السياق، قال نائب رئيس جمعية الرعاية الاجتماعية بسكيكدة، عبد الحفيظ علي، إن للطفل أهمية كبيرة في برنامج الجمعيات، ورحلات الترفيه إلى الشواطئ والحدائق والغابات، في مقدمة هذه البرامج، بحيث سطرت جمعيته عدة رحلات خاصة بعطلة الصيف لفائدة أبناء العائلات المعوزة، بينهم أطفال يتامى.

وأكد استفادة حوالي 40 طفلا من كل رحلة نحو الشواطئ، كانت قد حددت أسمائهم لجان الأحياء، مشيرا إلى أن هناك توجيها تربويا في كل رحلة من خلال مربين، وناشطين جمعويين، وهذا لإضفاء جو المتعة والراحة النفسية، مع أن أغلب هذه النشطات هي تطوعية، ويقل أحيانا فيها الدعم المالي.

ومن جانبها، كشفت الناشطة الجمعوية أسيا بوطالبة المشهورة بـ “حورية”، عن أهمية الدور الذي تقوم به لجان الأحياء التابعة للجمعيات الخيرية، والحقوقية، وقالت إن الإمكانيات المادية لا تسمح للكثير من العائلات بالاستفادة من الراحة والاستجمام في المناطق السياحية وقضاء العطلة في الشواطئ، وهذا ما يضر بأبنائها من الناحية النفسية والاجتماعية.

وأكدت أنها وضعت عهدا على نفسها، أن تنشط في السياق الجمعوية والخيري، للكشف عن الأطفال الذين يحرمون من التمتع بعطلة الصيف، بسبب الظروف التي يعيشها أوليائهم، وقلة الحاجة، وبعد المسافة وتكاليف الرحلات.

ودعت إلى تنظيم هبات خيرية تسلط الضوء على الأطفال الذين لديهم أولوية الاستفادة من مخيمات صيفية ورحلات إلى الشواطئ، خاصة الذين يقطنون في مناطق نائية أو في ولايات الجنوب.

وحول ذات الموضوع، ثمن رئيس المنظمة الوطنية لحماية الطفولة والشباب، علاوي رحالي، المجهودات التي تقوم بها الجزائر لضمان حق الترفيه والتسلية للأطفال خاصة من ذوي الشريحة المحرومة، قائلا إن الاحتفال باليوم العالمي للطفل في الجزائري كان استثنائيا هذا العام، مؤكدا أن بعض المكاتب الولائية للمنظمة حملت على عاتقها تحديد قوائم الأطفال الأكثر أحقية بالرحلات نحو الشواطئ خلال عطلة الصيف.

وكما أن بحسب علاوي رحالي، فتح وزارة الشبيبة والرياضة للمخيمات الصيفية الخاصة بالأطفال، خطوة إيجابية تشجع أكثر على إعطاء الأبناء حق الترفيه والتسلية والاستمتاع بالشواطئ خلال عطلة الصيف، خاصة أن كل من وزارة التضامن والأسرة والهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، تتكفلان بضمان مثل هذه الحقوق.

وأكد في السياق، على عمل المنظمة الوطنية لحماية الطفولة والشباب، لجعل الترفيه والتسلية في عطلة الصيف، هدف أساسي يستفيد منه أطفال العائلات المعوزة وأبناء الأرامل، وسكان المناطق النائية والواقعة في أقصى الجنوب، وهذا للمساهمة في بناء شخصية متوازنة وأكثر تفاؤلا بالمستقبل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here