هل استهدف منذر بودن “حمس” بتصريحاته؟

3
هل استهدف منذر بودن
هل استهدف منذر بودن "حمس" بتصريحاته؟

أفريقيا برس – الجزائر. أحدثت تصريحات الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، منذر بودن، أمس، التي هاجم فيها “تهور وتقاعس بعض السياسيين في التسعينيات الذي سمح بتسلل أفكار متطرفة إلى البلاد”، قراءات سياسية، ربطتها بأحزاب إسلامية كانت لها تصورات وبرامج سياسية مستمدة أو متأثرة بأفكار تنظيمات ذات طابع دولي، وتحولت إلى ما يشبه تراشقا سياسيا غير مباشر مع حركة مجتمع السلم، بعدما رد رئيسها، عبد العالي حساني شريف، ضمنيا على التصريحات.

ومن تجمع شعبي له في ولاية جيجل، صباح أمس، صرّح منذر بودن، بنبرة حماسية، بأن حزبه “يرفض كل الأفكار المتطرفة، حتى البسيطة منها، التي تحاول إعادة الجزائر إلى الوراء، مشددا على أن الجزائريين متمسكون بهويتهم ويعرفون أنفسهم جيدا”، داعيا “أصحاب تلك الأفكار إلى الاحتفاظ بها داخل حدود بلدانهم”.

وحمّل بودن مسؤولية أزمة التسعينيات، الى “تهور بعض السياسيين آنذاك واستهزاء وتقاعس آخرين”، الأمر الذي سمح، وفقه، بتسلل أفكار متطرفة إلى البلاد”، مؤكدا أن كثيرين من هؤلاء كانوا ضحايا لتلك المرحلة أيضا.

ولم يمر عن تصريحات بودن ساعات قليلة، حتى جاءت تصريحات حساني شريف من دورة تكوينية لإطارات الحزب في المساء بولاية معسكر، تبدو في شكلها ومضمونها وتوقيتها ردا على نظيره في “الأرندي”، قائلا إن مشروع الحركة “ليس مشروعا خارجيا ولا مشروعا مستوردا ولا مشروعا يخدم مصالح غير مصالح هذا الوطن، بل هو مشروع يقوم على الثوابت والقيم”.

وما يؤشر إلى أن قيادة الحركة استشعرت بأنها معنية بتصريحات الأمين العام لـ”لأرندي” بشكل غير مباشر وهادئ، تفاعل قيادي بارز من الحزب الإسلامي مع طروحات قائد التجمع الوطني الديمقراطي بقوله في منشور على حسابه بـ”فايسبوك”: “إلى السياسي الذي دفع إلى المشهد: حتى لا توصف بالمراهقة السياسية، أنصحك بتفادي هذه المعارك لأنها أعجزت سياسيين أكثر قوة ونفوذا منك”، قبل أن يقوم بحذف المنشور.

وبالرغم من أن الحزبين لم يذكرا بعضهما بالاسم، إلا أن ردود الفعل وسط قيادات منتسبة لهما، وطبيعة المعاني والمفردات المستعملة في التصريحات، أكدت أن بودن وحساني شريف، تراشقا سياسيا، أمس، بشكل غير مباشر، معيدين إلى الأذهان تلك المعارك الإيديولوجية التي سيطرت على المشهد السياسي في سنوات العشرية السوداء وما قبلها بسنوات قليلة.

وفيما يشبه تصحيح صورة أراد بودن تقديمها عن الحزب، على ما يبدو، وفق ما يفهم من تصريحاته الأخيرة، أوضح حساني شريف، أن مشروع الحركة “يستهدف بناء المناضل والمواطن الصالح والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح حتى نصل إلى حكومة صالحة أولا”.

وأضاف نفس المتحدث أن “حركة مجتمع السلم منحت أولوية كبيرة للسياسة التكوينية لإطاراتها ومناضليها، التي ترمي من خلالها إلى إنشاء مشروع مجتمع يقوم على ربط الفرد بهويته الحضرية والقيمية والفكرية ومبادئه الأخلاقية”.

واستخرج بودن مفردات ومعاني من القاموس السياسي للتسعينيات، بمهاجمة المشاريع السياسية التي تتقاطع مع مشاريع العديد من التنظيمات في دول أخرى كالإخوان المسلمين، معيدا بذلك نفس الخطاب الذي كان سائدا وسط القيادات التقليدية لحزبه.

وأحيت تصريحات بودن ورد حساني شريف، وما رافقهما من مناشير وتعليقات في الفضاء الافتراضي من منتسبين للحزبين، مناكفات قديمة بين السياسيين المنتمين إلى التيار الوطني وخصومهم من التيار الإسلامي، وتبادل الاتهامات حول الهوية السياسية للتيارين اللذين يشكلان مكونات أساسية في المشهد السياسي الجزائري منذ تخلي الجزائر عن نظام الحزب الواحد وإقرار التعددية السياسية سنة 1989.

المصدر: الخبر

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here