هل هي بداية التصعيد؟

10
هل هي بداية التصعيد؟
هل هي بداية التصعيد؟

افريقيا برسالجزائر. اختلق الإعلام الفرنسي أزمة جديدة مع السلطات الجزائرية، في ظرف جد حساس يطبعه اشتعال حرب الذاكرة بين الجزائر وباريس، بعدما تمخض “جبل بنجامان ستورا فولد فأرا”، كما يقول المثل العربي السائر.

وبينما كان الجزائريون ينتظرون خطوة إلى الأمام من قبل الطرف الفرنسي على صعيد الماضي الاستعماري، فاجأتهم النسخة الإلكترونية لمجلة “لوبوان”، بخبر فيه الكثير من الاستفزاز للجزائريين، عندما اعتبرت ولاية تندوف منطقة تقع تحت سيطرة جبهة البوليساريو، وهو المقال الذي جاء في خضم التعليق على مناورة للجيش الوطني الشعبي.

صحيفة “لوبوان” الفرنسية اعتبرت في مقال لها أن ولاية تندوف تقع تحت سيطرة البوليساريو، وهو التوصيف الذي تزامن ومقال أوردته الصحيفة الفرنسية، حول التمرين التكتيكي الذي أجراه الجيش الوطني الشعبي بالذخيرة الحية قبل أيام بالولاية ذاتها.

سفير الجزائر بباريس، عنتر داود، لم يتأخر كثيرا، وأودع ردا سريعا على ما كتبته “لوبان” ووصف ذلك بـ”الانحراف الخطير”، ودعاها إلى تصحيح الخطأ، الأمر الذي اضطر الصحيفة إلى تعديل المعلومة الخاطئة، التي نقلتها عن وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس)، مع بعض التحويرات.

وجاء في رد السفير: “استغربت كثيرا لما ورد في المقال الذي نشرته النسخة الرقمية لصحيفتكم (لوبوان أفريك مع وكالة الأنباء الفرنسية) بتاريخ 19 يناير على الساعة 11:45 تحت عنوان (مناورات جزائرية في الصحراء بالقرب من الحدود مع المغرب) والذي يستند إلى برقية لوكالة الأنباء الفرنسية”.

وأضاف السفير منتقدا “كان الأحرى بقسم تحرير الأسبوعية، من باب إعلام قرائها ومن أجل مصداقيتها، التحقق من المعلومات المذكورة قبل الخوض في ادعاءات لا أساس لها من الصحة بخصوص الانتماء الإقليمي لولاية تندوف، وكان من الأسهل وحتما أكثر مصداقية أخذ الفقرات الواردة في برقية وكالة الأنباء الفرنسية بأمانة مثلما تقتضيه قواعد أخلاقيات مهنة الصحافة”.

وتعتبر المجلة الفرنسية وسيلة إعلامية محسوبة على اليمين المعروف بحساسيته من كل ما هو جزائري، وهو ما يعزز فرضية تعمد الإساءة إلى الجزائر، لا سيما وأن مثل هذا الخطأ لا يمكن أن يصدر عن مجلة عمرها يناهز الخمسة عقود.

ومما يزيد من حجم الشكوك، هو أن ما نشرته الصحيفة الفرنسية تزامن والجدل الذي أثير ولا يزال حول موقف السلطات الفرنسية من ماضيها الاستعماري في الجزائر، بعد التقرير الذي سلمه المؤرخ بنجامان ستورا للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والذي تجاهل أهم مطلب للجزائريين، وهو الاعتذار.

وليست هي المرة الأولى التي يتعمد الإعلام الفرنسي الإساءة إلى الجزائر، ويتذكر الجزائريون ما قامت به قناة “فرانس 24” التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية، والقناة البرلمانية “آل سي غي”، و قناة “أم 6″، وهي الاستفزازات التي كانت وراء استدعاء الجزائر لسفيرها في باريس، قبل أن يتدخل ماكرون لتهدئة الوضع باتصال هاتفي مع نظيره الجزائري، مطلع الصيف المنصرم.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here