محللون : الجزائر ستطرد الكيان الصهيوني من أفريقيا

25

بقلم: فريدة شراد

أفريقيا برسالجزائر. منذ استقلالها في الخامس من جويلية عام 1962، أصبحت الجزائر الداعم الأول في العالم لقضايا التحرر حتى أطلق عليها اسم “قبلة الثوار” لم تحد عن ذلك، وكان هم الجزائر الأول هو القضية الفلسطينية، والتي رفضت من أجلها التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ومنذ الإعلان عن انضمام الصهاينة إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب، أثير جدل واسع وتنديد من عدة دول إفريقية، أطلقت على إثرها مبادرات وحملات انخرطت فيها عدة دول لطرد دولة الاحتلال من الاتحاد.

ودعماً للقضية رفضت الجزائر قرار إدخال الكيان للاتحاد الإفريقي؛ بدأت في حملة لطرده من عضوية الاتحاد.

وتَحرّكت الدبلوماسيّة الجزائريّة في إفريقيا، وبزَخمٍ ملموس، لطَرد دولة الاحتلال الإسرائيل من الاتّحاد الإفريقي، وإلغاء حُضورها فيه كعُضوٍ مُراقب، وتشكيل طاقم إفريقي للمُتابعة يَضُم 13 دولة هي جنوب إفريقيا، تونس، إريتريا، السنغال، النيجر، الغابون، جزر القمر، نيجيريا، مالي، سيشل، وزيمبابوي إلى جانب الجزائر.

وفي اتصال لـ “أفريقيا برس” مع عدد من الأساتذة في العلوم السياسية والمحللين السياسيين من الجزائر أكدوا استحالة استمرار عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي.

عضوية الكيان الصهيوني لا حدث

أعلنت الجزائر يوم 25 جويلية الماضي أن قبول الكيان الصهيوني كعضو مراقب بالاتحاد الإفريقي لن يؤثر على مواقف المنظمة من القضية الفلسطينية.

وفي بيان للخارجية الجزائرية أكدت أن القرار ليس من شأنه أن يؤثر على الدعم الثابت والفعّال للمنظمة القارية اتجاه القضية الفلسطينية العادلة، قائلة: “إنها ملتزمة بتجسيد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

وأوضحت الخارجية الجزائرية أن نظم عمل الاتحاد الإفريقي لا تمنح أية إمكانية للدول المراقبة السبعة والثمانين من خارج إفريقيا للتأثير على مواقف المنظمة، التي يعد تحديدها اختصاصاً حصرياً للدول الأعضاء.

العضوية قرار سياسي

د. إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر

أوضح دكتور العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، إسماعيل دبش، أن القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي يفرض أن يكون دخول أي دولة كعضو مراقب بمواقفة كل الدول الأعضاء في القمم وليس رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.

وحسب تصريح إسماعيل دبش لـ “أفريقيا برس” فمفوض الاتحاد الأفريقي تصرف على أساس أنها عملية إدارية وفي وقت تعتبر عملية سياسية. وأضاف في الصدد ذاته أن العمليات السياسية والدبلوماسية يصنعها رؤساء الدول عندما يجتمعون دوريا في القمم، قائلا: ” هذا مفوض الاتحاد الإفريقي اخترق القانون الأساسي بغض النظر عن الكيان الإسرائيلي أو غيره”.

إثيوبيا مخترقة !

ويرى دبش أن وجود مقر الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا بأديس أبابا وتأثير رئيس البلاد على المفوض الإفريقي هو الذي دفع بقبول الكيان الصهيوني كعضو مراقب. وأوضح دبش أن النفوذ الصهيوني في إثيوبيا لعب دوراً فاعلاً بقبولها.

ويرجح إسماعيل دبش أن تكون إثيوبيا قد دخلت في الصراع الإسلامي الإفريقي، قائلا: “إن إثيوبيا ترى بأنْ دعموا ويدعمون في خصومها هم العرب وهم المسلمون ولا بد من اختراقهم من خلال الاتحاد الإفريقي”.

وعاد دبش إلى قضية سد النهضة الذي هو مشروع يمسّ الأمن المائي لمصر والسودان وفي نفس الوقت أحدث خلل في العلاقات العربية الإفريقية. وهذا يعني أن الكيان الصهيوني “نجح” في اختراق العلاقات العربية الإفريقية وضرب الاتحاد الإفريقي في العمق.

الجزائر تطرد الصهاينة

واعتبر إسماعيل دبش، إن الجزائر في المرحلة القادمة سوف تلعب الدور القيادي في إلغاء القرار القاضي باعتبار الكيان الصهيوني عضوا مراقبا في الاتحاد الافريقي. وكشف عن وجود أكثر من 25 دولة إفريقية من أصل 53 على الأقل أعلنت رفضها للقرار، موضحاً أنها دول محورية وليست بسيطة في الاتحاد على غرار جنوب إفريقيا وكنيا ومصر ونيجيريا.

وجزم دبش أن الجزائر ستطرد الكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي في الدورة القادمة، مضيفا أنه إذا لم يطرد سيشكل خطراً كبيراً ليس فقط على الدول العربية والإسلامية بل حتى على الدول الإفريقية في حد ذاتها بما فيها أثيوبيا.

وأكد دبش أن الجزائر اتخذت كل الخطوات من أجل طرد الكيان، موضحا أن الجزائر أكدت أن المشكل ليس ذاتي بل هو ضرب الدولة الوطنية في إفريقيا والوطن العربي. ودعا دبش جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي إلى رفض وجود الكيان كعضو مراقب في المنظمتين، متسائلا: “كيف نقبل بدولة استعمارية محتلة لفلسطين أن تكون ضمن المنظمتين؟”.

د. رضوان بوهيدل، محلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر

من جهته يرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور رضوان بوهيدل خلال حوار مع “أفريقيا برس”؛ أن الجزائر ستجبر المفوضية على التراجع لأن القرار كان فردي وارتجالي ومرفوض من أغلبية الدول.

وذهب بوهيدل بعيدا بترجيحيه أن تقاطع الجزائر الاتحاد قائلاً: ” وإن استدعى الأمر مقاطعة الجزائر للاتحاد الأفريقي لغاية التراجع عن القرار لكن يبقى العمل الدبلوماسي كفيل بإعادة الأوضاع إلى نصابها من خلال خلق تحالفات”.

وفي الصدد ذاته قال بوهيدل: “إن الجزائر تمكنت من اقناع عدد كبير من الدول بما فيها المطبعة دبلوماسيا مع الكيان للتراجع عن قرار المفوضية بإدخاله كمراقب في الاتحاد الأفريقي وهو الأمر المرفوض بالنسبة للجزائر وتونس ومصر وجنوب افريقيا وغيرها”.

وحسب بوهيدل فالدول التي ترفض الوجود الصهيوني لها وزن افريقياً وقادرة على مسايرة الجزائر بإعادة النظر في القرار الفردي المتخذ والذي ستكون له تداعيات عكسية على الاتحاد الإفريقي في حال قاطعته هذه الدول، لذلك فالجزائر قادرة على تحقيق نجاح دبلوماسي في رص الصف الإفريقي ضد هذا القرار.

أساب رفض الصهاينة

وأوضح رضوان بوهيدل أن الجزائر كانت ولازالت لا تعترف بالكيان الصهيوني كدولة ومنه فهي ترفض التعامل معه بأي شكل من الأشكال. وقال:”حتى لو كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي يربطها علاقات دبلوماسية مع حوالي 40 دولة افريقيا إلا أن جلوس الجزائر على نفس الطاولة يعتبر إحراجا لها ومن المستحيلات، ولذلك فهي ترفض انضمامه للاتحاد الإفريقي حتى كعضو مراقب لأن الكيان الصهيوني يحاول التغلغل في القارة الأفريقية بعد أن فشل في فرض نفسه كدولة لها علاقات عادية مع دول القارة”.

وأكد بوهيدل أن موقف الجزائر يسانده العديد من الدول بما فيها تلك التي ترتبط بعلاقات مع الكيان على غرار مصر، موضحا أن التحرك الدبلوماسي الأخير للجزائر يبقى لإيجاد حلول وضع الدول المطبعة في حالة حرجة مما جعلها تلتزم الصمت في ظل الهرولة لإدخال الكيان للاتحاد الإفريقي كون المصلحة الأفريقية العامة تعلو على مصالح الدول الفردية فلا يمكن الحديث عن افريقيا دون الجزائر، على حد تعبيره.

هذا هو الخطر الصهيوني

ويرى دكتور العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لها مشروع كبير يتمثل في الهيمنة على الوطن العربي وعلى إفريقيا من خلال ضعف الدولة الوطنية وتفكيك الحدود وخلق الفوضى والأزمات. وشدد على ضرورة وجود انسجام تام بين الدول الإفريقية من أجل تفويت الفرصة أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here