اهتمام أوروبي بالحرف اليدوية الجزائرية!

6
اهتمام أوروبي بالحرف اليدوية الجزائرية!
اهتمام أوروبي بالحرف اليدوية الجزائرية!

أفريقيا برس – الجزائر. في مبادرة ثقافية واجتماعية، تحولت إلى تقليد سنوي، شهدت إقامة سفير بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، تنظيم سوق ومعرض للحرف اليدوية، على مدار يومين كاملين، بمشاركة العديد من الحرفين الجزائريين، من مختلف ولايات الوطن، وتسجيل حضور لافت لعدد كبير من الدبلوماسيين والأجانب، المقيمين في الجزائر، إلى جانب مهتمين بالفن التقليدي والصناعات الحرفية، كشفت عن قوة حضور الحرف التقليدية الجزائرية عالميا وجاهزيتها للمنافسة في الأسواق الدولية، إذا ما توفرت لها فرص العرض والترويج والدعم المستمر، حيث شكل المعرض أنموذجا ناجحا للشراكة الثقافية والاجتماعية، وحلقة وصل حقيقية بين الإبداع المحلي والاهتمام العالمي.

تحولت أركان مقر إقامة سفير بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، في الأبيار بالعاصمة، إلى لوحة فسيفسائية نابضة بالألوان والعطور والتحف الفنية اليدوية، من صنع أنامل جزائرية شابة، وشكلت منصة للتعريف بالإبداع الجزائري في مختلف الصناعات التقليدية، من الزرابي والفخار والخزف، إلى المجوهرات والنسيج ومستحضرات التجميل الطبيعية، وحتى الصناعات الغذائية الصحية وغيرها، وسط أجواء عائلية ونفس تقليدي أصيل…

“الشروق” تجولت بين أجنحة المعرض التي تنوعت فيها المعروضات والمنتجات، والنقاشات بين الحرفين والزوار من جنسيات مختلفة وهم يشرحون تفاصيل عن كيفية صنع منتجاتهم ومكوناتها، كما كانت لهم الفرصة لخوض تجارب التذوق لمنتجات محلية، على غرار أجبان بوسعادة والحلويات التي تميزت بنوعية رفيعة وصحية جذبت الزوار، الذين تقاسموا لحظات من الإعجاب والفضول، حيث شهد المعرض إقبالا جماهيريا واسعا، قدر بنحو 2500 زائر، من بينهم شخصيات بالسفارات وأجانب مقيمون في الجزائر.

ولفتت زيارة السفيرة الأمريكية لدى الجزائر الأنظار، حيث جابت أجنحة المعرض باهتمام كبير، وتوقفت مطولا عند المعروضات التقليدية والألبسة والحلي المصنوعة يدويا، مبدية إعجابها بالدقة في الصنع وجمالية النقوش والألوان، كما تفاعلت مع الحرفيين، وطرحت أسئلة حول المواد المستعملة وتقنيات التصنيع، مؤكدة على أهمية هذا النوع من التظاهرات في إبراز تنوع الثقافة الجزائرية وتعزيز الروابط بين الشعوب.

الحرف اليدوية جسر تواصل دائم بين الجزائر وأوروبا

واستقبلت إقامة السفير الأوروبي دييغو مييادو باسكوا، الحرفيين والعارضين وسط أجواء عائلية مميزة لعائلات السلك الدبلوماسي لمختلف السفارات والقنصليات الأوروبية بالجزائر، حيث خُصّصت أجنحة العرض بطريقة احترافية أضفت على الفعالية طابعا ثقافيا وإنسانيا راقيا، حيث أكد السفير على هامش المعرض أن اختيار مقر الإقامة لتنظيم هذه الفعالية يأتي من إيمان البعثة بأن الحرف اليدوية ليست فقط موروثا ثقافيا، بل هي مهنة ينبغي أن تكون مربحة وتحمل روح الابتكار والتواصل، مضيفا أن بعثة الاتحاد الأوروبي تدعم بشكل مستمر الحرفيين الشباب من مختلف ولايات الجزائر، وتعمل على إعداد برامج مستقبلية بالتعاون مع الجزائر والولايات المتحدة لفتح آفاق جديدة للمواهب المحلية، خصوصا في المناطق الداخلية.

إقامة السفير تتحوّل إلى معرض مفتوح على التراث

وأوضح المتحدث أن الهدف من هذه المبادرات هو ترسيخ ثقافة دعم الحرف اليدوية كمهنة قائمة بذاتها، مع ضرورة إدماجها في الاقتصاد المحلي والدولي، كما شدد على أهمية إنشاء فضاءات دائمة لعرض وتسويق هذه المنتجات، عوض الاكتفاء بالمناسبات الموسمية، قائلا إن الحرف اليدوية محرك للتنمية وجسر دائم بين الجزائر وأوروبا.

إقبال كبير للأوروبيين على “الزربية الغرداوية“

بدوره، جذب الجناح الخاص بزرابي وادي ميزاب وغرداية اهتمام الزوار الأجانب، الذين أبدوا اهتماما كبيرا بفنون الحياكة اليدوية ونقوش الزربية الغرداوية، بحسب ما كشفه حرفي ينحدر من ولاية غرداية عن إعجاب الأوروبيين بالمنتجات التقليدية الجزائرية، منها الزرابي، إذ تبادلوا أطراف الحديث معه على هامش المعرض من أجل الاستفسار حول طريقة نسجها وحياكتها، قبل اقتنائها كتذكار لنقله معهم إلى بلدانهم، مضيفا أنه حاول تسويق منتجه باعتباره موروثا ثقافيا جزائريا، قائلا إن “الزربية الغرداوية”، رغم بساطتها في نظر البعض، إلا أنها تحكي قصة تراث عريق أصبح له شهرة عالمية، وهو سر الإقبال عليها، مضيفا أن الأجانب يفضلون عادة اقتناء منتجات أصيلة وتراثية، خاصة إذا كان جزائريا.

جائزة بيير كاستل لتكريم روّاد الأعمال والحرفيين الشباب

بالمقابل، عرفت الفعالية مشاركة مميزة من شركة “كاستل الجزائر”، التي واصلت دعمها لرواد الأعمال الشباب، لا سيما في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية.

كما خصص جناح خاص للفائزين والمترشحين في النسخ الأربع من “جائزة بيير كاستل”، المنظمة في الجزائر منذ عام 2021، حيث استعرض عبد الوارث هنوني، الفائز بجائزة سنة 2025، مشروعه المبتكر “سناكي”، وهو حليب نباتي كحل غذائي وبيئي مستدام، يتماشى مع التحولات الغذائية والتحديات الصحية المعاصرة.

المصدر: الشروق

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here