لماذا تفتقد الجزائر إلى مجلات ثقافية تتسم بالاستقرار والاستمرارية؟

20

الجزائر – افريقيا برس. إذا كان إصدار المولود الجديد، مجلة “انزياحات”، برعاية وإشراف وزارة الثقافة، قد خلف ردود أفعال مختلفة في الوسط الثقافي والأدبي الذي انقسم بين التثمين والتحفظ، سواء من ناحية الاسم أو الشكل وأمور أخرى تطرق إليها باحثون وناقدون وقراء ومبدعون، إلا أن الكثير لا يزال يتساءل عن أسباب افتقاد الجزائر لتقاليد تضمن تواجد مجلات ثقافية وأدبية ونقدية وإبداعية تضمن بين الصمود والاستمرارية على غرار ما يحدث في مختلف البلدان العربية والغربية.

لم يتوان الكثير من المتتبعين والعارفين إلى القول بأن المحيط الأدبي والثقافي في الجزائر يتسم بالثرثرة لكنه يفتقد إلى لسان حال، بدليل أن الجزائر ورغم ثقلها وماضيها التاريخي والثقافي، لا تزال تفتقد إلى منابر إعلامية متخصصة ثقافيا، وفي مقدمة ذلك الإعلام الورقي، وفي الوقت الذي تعد الملاحق الأدبية والثقافية قليلة، حتى أنها قد تعد على أصابع اليد الواحدة، فإن المجلات الأدبية والثقافية أصبحت في حكم الماضي، خصوصا وأن عديد العناوين لم يتسن لها الصمود، فأرغمت على التوقف في منتصف الطريق لأسباب مالية أو تسييرية، أو بسبب غياب إستراتيجية فعالة تضمن لها الاستمرارية، بصرف النظر عن التحولات الكثيرة التي عرفتها البلاد على مر العشريات الماضية، وبالتالي افتقدت الجزائر إلى تقاليد المجلات الأدبية وغيرها، وعجزت عن تكريس نموذج شبيه مثلا لمجلة “العربي” الكويتية التي تواصل صدوها المنتظم منذ نهاية الخمسينيات والى غاية يومنا هذا.

يحدث هذا في الوقت الذي تساءل الكثير عن واقع ومستقبل الموولد الجديد “انزياحات” الذي سيكون أمام تحديات منح الإضافة والرد على عديد التحفظات المتعلقة بالاسم وأمور أخرى، مثلما ذهب إليه الدكتور والناقد يوسف وغليسي الذي عبر ابتهاجه واستيائه أيضا مما سماه اللغط الذي صاحب الفكرة، داعيا إلى مراجعة الحسابات لتفادي أي انطلاقة خاطئة، والتفكير في الوقت نفسه في إحياء المجلات الرسمية السابقة (الثقافة، آمال، …)، وهذا أرحم حسب قوله من هذه (الانزياحات) غير المدروسة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here