أفريقيا برس – الجزائر. في أجواء ثقافية راقية عكست المكانة الرمزية والحضارية للغة الضاد، بوصفها ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية، احتضنت القنصلية العامة للجزائر في تونس، فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، المصادف لـ18 ديسمبر من كل عام.
وشهدت التظاهرة، التي أقيمت تحت إشراف القنصل العام، نصر الدين لعرابة، حضور أعضاء طاقم القنصلية العامة، وضيوفها الرسميين، وجمع من الطلبة الدارسين بتونس، فضلاً عن عدد من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بها.
وخلال تدخلات المتحدثين، على أن هذا اللقاء لا يندرج في إطار الاحتفال الشكلي فحسب، بل يمثل وقفة وفاء للغة العربية، ودعوة متجددة لتعزيز مكانتها وترسيخ الوعي بأهميتها لدى الأجيال الصاعدة.
وتضمن برنامج الاحتفالية محاضرة ألقاها كمال رعاش، أستاذ بجامعة الجلفة، بعنوان “استعمال اللغة العربية في الثورة الجزائرية”، استعرض خلالها الدور الذي اضطلعت به قيادة الثورة التحريرية في استرجاع اللغة العربية والدفاع عن الثقافة الوطنية، في مواجهة سياسة الإحلال اللغوي والثقافي التي انتهجها الاستعمار الفرنسي على مدى عقود طويلة.
كما خصّصت القنصلية العامة فقرة تكريمية مميّزة، قام خلالها القنصل العام بتكريم الكاتب والدبلوماسي الجزائري السابق الأزرق بن علو، بمنحه اللقب الشرفي “سفير اللغة العربية بالمهجر”، تقديرًا لإسهاماته الفكرية والأدبية.
ويُعدّ بن علو من الأسماء البارزة التي جمعت بين العمل الدبلوماسي والإبداع الأدبي، إذ تقلّد عدة مهام، من بينها عمله ضمن البعثة الدبلوماسية الجزائرية بواشنطن خلال الفترة الممتدة من 1964 إلى 1971، ثم مراسلاً لجريدة الشعب الجزائرية بذات العاصمة ما بين 1972 و1975، إلى جانب عمله موظفًا بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بروما ابتداءً من سنة 1979.
ويملك الأستاذ بن علو رصيدا أدبيا متنوعا، فمن أبرز مؤلفاته: نفحات من الأدب العالمي، الشعر والحياة، حصاد الأيام، الرحلة، والإنسان والقلق، إلى جانب إسهامات فكرية أخرى في مجالات متعددة.
واختُتمت فعاليات هذه التظاهرة بدعوة الحضور وعلى رأسهم الطلبة إلى زيارة معرض الصور التاريخية المثبتة بالقنصلية العامة، لتعزيز وعيهم بالرمزية التاريخية للمقر، الذي احتضن أحد أبرز المعالم النضالية خارج الوطن، والمتمثل في مكاتب وزارة التسليح والاتصالات العامة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس
