أفريقيا برس – الجزائر. الزائر لأسواق عاصمة الشرق الجزائري ومساحاتها التجارية الكبرى، وما أكثرها، على سبيل المثال، خاصة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي والخروب والمنطقة الصناعية بالما، يلاحظ الإنزال البشري الهام والسيارات القادمة من كل ولايات شرق البلاد، طلبا لبعض المواد الغذائية وبكمية تؤكد بأن الأمر يعني الاستعداد لشهر رمضان الكريم.
المواطنون استغلوا بعض الظروف، ومنها العطلة الشتوية وحلول شهر رجب، الذي يعني بأن ما تبقى من أيام على شهر رمضان، هي أقل من شهرين، كما أن “الصولدات” المعلنة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تخص الأجبان والمشروبات وغيرها صار يجلب العائلات لاستغلال الفرص، إذا علمنا أن الفترة تتزامن مع سقوط حر في أسعار الدجاج ومشتقاته، وسقوط غير مسبوق لسعر الكثير من المواد الغذائية في صورة الزيتون وحتى التمور على سبيل المثال.
تقول السيدة زينب وهي بالكاد تتحرك بسبب الأثقال الغذائية التي حملتها: “لا مشكلة أن أقتني التمور وأحفظها من الآن لشهر الصيام، فهي جديدة ولا يوجد قطاف للتمر في جانفي وفيفري، كما توجد مواد غذائية كثيرة يمكن شراؤها من الآن مع الالتزام بقراءة تاريخ آخر أيام صلاحيتها”. وتعتبر السيدة زينب رمضان ضيف، يمكن أن نحضر له من الآن، حتى نتفرغ، كما قالت، للصيام والصلاة عندما يحين هلاله.
أما وائل عبيد شارف، فلا يرى جشعا في اقتناء ما لا يُتلف، من “فريك وزبدة وزيت وزبيب” وحتى مستلزمات العيد من فرينة ومكسرات وعسل، وهو لا يعتبر الأمر تخزينا وإنما تصرف اقتصادي، يقي صاحبه ثقل ميزانية رمضان وعيد الفطر المبارك في حينهما.
والواضح أن العديد من المحلات التجارية أشعرت الزبائن أو أوحت لهم باقتراب حلول شهر رمضان، من خلال وضع ملصقات على شاكلة رمضان كريم وصح صيامكم، إضافة إلى الإعلان عن تخفيضات معتبرة، سواء بالنسبة لباعة الألبسة الذين اقتنوا ألبسة تميل لأن تكون ربيعية لأن عيد الفطر، سيكون في منتصف شهر مارس من سنة 2026، أو باعة المواد الغذائية الذين صاروا يعلنون عن ما تكتنزه محلاتهم التجارية ومساحات العرض على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى زمن قريب، كانت اللهفة وليدة الخوف من الندرة خلال شهر الصيام، لكنها الآن هي مجرد تنظيم بعض العائلات للأوليات والضروريات، ويؤكد هذه الرؤيا السيد خالد صاحب مساحة تجارية: “عندما يأت رب أسرة أو سيدة يحمل في يده قائمة المقتنيات من تلك المخصصة لرمضان أو عيد الفطر المبارك، فهذا مجرد تنظيم واقتصاد ولا علاقة له بالجشع أو اللهفة، لأن لكل مقتنى مكانه”.
ويعدد التاجر خالد أهم المقتنيات حاليا، والتي تخص رمضان وعيد الفطر المبارك وجميعها محصنة من نهاية مدة الصلاحية والتلف مثل الزيت والملح والسكر والخميرة والخل والطماطم المعلبة وماء الزهر والعسل وكل أنواع المكسرات وخاصة اللوز والجوز والكاكاو والشكولاطة والنشاء والتوابل والعجائن والبقوليات والأرز. بينما تقتصر مشتريات الخضر على البصل والثوم.. فقط.
ومع بعض الزيادات في المرتبات التي طالت بعض العمال وحتى البطالين الذين سيستفيدون من الزيادة في جانفي القادم، قد يكون رمضان القادم أكثر أريحية على العائلات الجزائرية، على نهج رمضان الماضي حيث لم يشتك المواطنون من “حكايات” الزمن السابق من غلاء وندرة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





