أفريقيا برس – الجزائر. دعا مربو النحل في الجزائر إلى تكوين تعاونيات فلاحية جهوية تضم عددا من المنتجين للعسل، لحماية هذا الأخير من عمليات الغش الذي أفقدت الثقة من طرف المستهلك في هذه المادة الغذائية، بعد رواج العسل نصف الطبيعي والمصنع، وكذا المستورد من الخارج، حيث أن تقلبات المناخ أثرت بحسبهم، في تراجع كميات إنتاج العسل المحلي.
وحاول الكثير من منتجي العسل ومشتقات، من خلال معرض الإنتاج الجزائري في طبعته الـ31، إبراز الجهود التي يقوم بها بعض الفلاحين، للحفاظ على منتج العسل الطبيعي، وتمييزه عن العسل النصف مصنع، حيث بات من الصعب كسب ثقة المستهلك، في ظل ما سماه بعض المنتجين ب”فوضى سوق العسل”.
ويرى بعض هؤلاء أن الكيلوغرام من العسل الطبيعي الذي وصل إلى 6 آلاف دج، يبقى سعره منخفضا بالمقارنة للمتاعب والجهود التي يقومون بها من أجل تربية النحل وإنتاج العسل، خاصة في ظل التغيرات المناخية الأخيرة.
وفي السياق، قال سامي بوثلجة، نحال، وممثل شركة “بوثلجة ميال”، إن المناخ في الصحراء بات جافا جدا، وإن الأمطار تسقط أحيانا في فصل الصيف، حيث لم تعد النحلة تعمل في ظروف طبيعية.
وأكد أن هناك أنواعا متعددة للعسل تنتج في الصحراء، منها عسل البينة في البيض والسدر في مسعد وعسل الشوكيات في النعامة، ويتراوح سعر الكيلوغرام من هذه الأنواع بين 4 آلاف دج و6 آلاف دج، وأما العكبر المضاد الحيوي الطبيعي، فسعر 10 غرامات منه ب 700دج.
ومن جهته، أكد عبد الوهاب قصاب، مربي نحل وممثل شركة “قصاب للعسل”، أن الجهود المبذولة في الآونة الأخيرة من طرف منتجي العسل الطبيعي، تتعلق بتحسين جودة العسل في الجزائر وتقديم الأفضل حتى في مجال تسويقه من خلال السعي لإتقان العمل.
وقال إن العسل يمر بمرحلة خطيرة كون النحالين متجاهلين للوضع الذي تسبب فيه الدخلاء، والترويج الواسع للعسل المغشوش والمستورد النصف المصنع والمصنع، مضيفا أن هناك الكثير من العينات التي أخذت من السوق وأجريت لها تحاليل في المخابر، ولم تكن موافقة للعسل الطبيعي.
ويرى أن الأمر يستدعي الفلاحين لتكوين تعاونيات فلاحية وتنظيم أنفسهم لبيع منتوجهم، حيث قال إن العديد من المشاكل تعترضهم، بينها الجفاف، وعدم سقوط الأمطار في وقتها، وتقلص المناطق الرعوية، والذي أثر على سلوك النحل.
وحول ذات الموضوع، أكد ممثل شركة “هشام بن سلطان لتربية النحل”، أن تربية النحل مهنة موروثة عن الأجداد، وقد كسب الشركة في وقت ما سمعة في الجهة الشرقية للجزائر من خلال الإنتاج الوفير والنوعية، لكن الحاجة اليوم، حسبه، إلى التسويق وكسب ثقة المستهلك في ظل انتشار العسل المستورد والمصنع في المخابر، والبحث عن مواجهة التقلبات المناخية للحفاظ على نسبة الإنتاج التي تراجعت هذه السنه، حسب ذات المتحدث.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس