إسبانيا تبحث عن المصالحة مع الجزائر دون فقدان العلاقة المتميزة مع المغرب

21
إسبانيا تبحث عن المصالحة مع الجزائر دون فقدان العلاقة المتميزة مع المغرب
إسبانيا تبحث عن المصالحة مع الجزائر دون فقدان العلاقة المتميزة مع المغرب

أفريقيا برس – الجزائر. بدأت إسبانيا توجه إشارات تصالحية إلى الجزائر بهدف استعادة الوضع الطبيعي للعلاقات الثنائية وتجاوز الأزمة. وبعثت بأكثر من إشارة في هذا الصدد، آخرها تصريح رئيس الحكومة بيدرو سانشيز برغبته في زيارة هذا البلد المغاربي. وتأتي إشارات مدريد بسبب خوفها من تحقيق دول أخرى مثل إيطاليا وفرنسا مكتسبات لا سيما في الطاقة على حساب المصالح الإسبانية.

وخلال زيارته إلى برلين لمعالجة قضايا متعددة مع المستشار الألماني أولاف شولتز وعلى رأسها الطاقة الثلاثاء من الأسبوع الجاري، أعرب بيدرو سانشيز في رده على سؤال حول الجزائر عن رغبته في زيارة هذا البلد قائلا “أتمنى أن أكون أنا شخصيا الذي يذهب إلى الجزائر”.

ويرى المراقبون الإسبان أن هذا التصريح هو إشارة صريحة تنضاف إلى إشارات سابقة تهدف من ورائها مدريد إلى المصالحة مع الجزائر بعد الأزمة التي تصل الى مستوى القطيعة الدبلوماسية التقنية حاليا. وكان سانشيز قد أعرب خلال مارس/آذار الماضي عن دعمه مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حلا لنزاع الصحراء الغربية، الأمر الذي اعتبرته الجزائر “غدرا” وقامت بسحب السفير من مدريد ولاحقا تعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار ووقف الصادرات والواردات باستثناء صادرات الغاز وتحويل الفائض من الغاز نحو إيطاليا، والآن تعتزم تحويل جزء منه الى فرنسا.

وتبرز وكالة أوروبا برس أن الجزائر تحولت خلال الأشهر الأخيرة الى محط اهتمام لعدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها إيطاليا حيث قام رئيس الحكومة المؤقت ماريو دراغي بزيارة الى هذا البلد، ثم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الأيام الماضية، وجرى التركيز على ملف الغاز بالأساس.

وتريد مدريد استعادة مكانتها في الجزائر خاصة أمام عدم تضامن الاتحاد الأوروبي معها في الأزمة مع هذا البلد المغاربي، ولهذا بعثت خلال أغسطس/آب بإشارات منها زيارة سرية غير معلنة لمساعدي رئيس الحكومة الإسبانية الى الجزائر لدراسة سبل تجاوز الأزمة، ثم تصريحات الناطقة باسم حكومة مدريد بداية الأسبوع الماضي بأن إسبانيا وإن كانت تدعم الحكم الذاتي في الصحراء، فهي تشترطه بضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها قبول جبهة البوليساريو بالحل النهائي. ولاحقا، تصريحات المفوض الأوروبي المكلف بالعلاقات الخارجية والدفاع جوزيب بوريل (وزير خارجية إسبانيا الأسبق) بأن موقف إسبانيا يدخل في إطار الموقف الأوروبي والأممي، وتأتي حاليا تصريحات رئيس الحكومة برغبته في زيارة الجزائر.

وعمليا، ستكون إسبانيا أمام امتحان صعب يتطلب خيالا سياسيا كبيرا، وذلك بالبحث عن آليات مناسبة من أجل إرضاء الجزائر لتحقيق المصالحة ثم الحفاظ على العلاقات المتميزة مع المغرب. وتدرك الجزائر أن استعادة العلاقات مع إسبانيا تمر عبر موقف ترحب به الجزائر ملف الصحراء، ولهذا فهي في ورطة حقيقية. ولا يستبعد أن تخبر مدريد الرباط بأي خطوة تصالحية مع الجزائر من باب الحفاظ على العلاقات المتميزة والحصول على تفهم مسبق من المغرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

1 تعليق

  1. مجرد تساؤل.
    لأي هدف نتودد !!!؟؟؟
    بعض الحاسدين، لحقد دفين، لم يجدوا شيئا يبخسون به الجزائر إلا القول بأن تودد الغرب ليس للجزائر بل لغازها، فأصبحوا يتمنون وينتظرون زواله.
    هؤلاء يريدون إقناعنا بمنطقهم غير المنطقي أن هناك تودد لوجه الله أو تودد لسواد العيون.
    أفرادا و دولا نتودد لغيرنا لأن عندهم ما ينقصنا ونحتاج إليه لقضاء حوائجنا.
    والجزائر حباها الله ثروات من دون غيرها، فجعل بعضهم يهرول إليها وبعضهم يتوسل زيارتها أو فتح حدودها ويبحثون عن وساطة لإعادة العلاقات معها.
    وبالعودة إلى حلم سانشيز، فأذكره تبصريح لعمر بلاني المبعوث الجزائري الخاص للصحراء الغربية والمغرب العربي الذي جاء فيه ما نصه:
    “إنه سيتعين انتظار حكومة جديدة لإنهاء الأزمة، تصوب من التوجه الحالي في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية….التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الوزير خوسيه مانويل ألباريس ونائبة الرئيس نادية كالفينيو، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات مع حكومة غير موثوقة تمارس الكذب والهروب إلى الأمام” انتهى الاقتباس.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here