شهدت مسيرة الطلبة السادسة والثلاثين توافدا كبيرا للمواطنين، ليتحول ثلاثاء الجامعيين إلى مسيرة حاشدة، ورغم الإنزال الأمني الذي شهدته شوارع العاصمة، إلى أن شعارات المتظاهرين ظلت مدوية على طول ساحة الشهداء إلى ساحة موريس أودان، مطالبين بتطبيق مطالب الحراك والإفراج عن موقوفي الحراك، مع التأكيد على ضرورة التعجيل في إيجاد الحلول اللازمة للخروج من الوضع الحالي.
وككل يوم ثلاثاء، كان الطلبة في الموعد، منظمين أنفسهم بطريقة محكمة، شارك فيها عدد كبير من المواطنين لتنطلق المسيرة من ساحة الشهداء، ومباشرة بعد أداء النشيد الوطني، تعالت أصوات المتظاهرين مؤكدين دعمهم التام واللامشروط للحراك الشعبي السلمي المطالب بتغيير النظام وإحقاق دولة القانون قبل أن يتجهوا نحو البريد المركزي، مرورا بشوارع العربي بن مهيدي، باستور والعقيد عميروش.
وبالرغم أن الطلبة ساروا ككل يوم ثلاثاء، والتزموا بالمسار الذي اعتادوه، إلا أن مصالح الأمن عززت هذه المرة من قواتها وتواجدها عبر كل مداخل الشوارع والطرقات، إذ يظهر للعيان التواجد الكبير لقوات مكافحة الشغب عند كل المداخل المؤدية إلى مقر الولاية، محكمة سيدي أمحمد، البرلمانـ الأمة.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بـ”حكم القانون”، كما دعوا إلى رحيل كل الوجوه المحسوبة على النظام السابق، مع إصرارهم على عدم المشاركة في الانتخابات التي ينظمها من أسموهم “بقايا ورثة السلطة”، مرددين بصوت واحد “الشعب هو الرئيس” إلى جانب الهتاف المعهود “ماكاناش الانتخابات يا العصابات”، كما رفع المحتجون شعارات أخرى مثل “السيادة للشعب” و”الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع”، وكذا “نريدها دولة شعبية ديمقراطية” و”الجزائر غايتنا، السلمية مبدؤنا، الحرية هدفنا”.
وتزامنا مع الذكرى الـ65 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى، رفع المتظاهرون الراية الوطنية عاليا تعبيرا منهم عن تمسكهم بوحدة الوطن والشعب، كما حملوا لافتات شهداء الثورة المجيدة على غرار العربي بن مهيدي، وديدوش مراد وعلي لابوانت بقولهم “يا من حررتم الوطن… أحفادكم سيحررون الشعب”.
وكالعادة جدد الطلبة مطلبهم الذي رفعوه طيلة الـ35 مسيرة لهم والمتمثل في تطبيق المادتين 7 و8، حيث أكدوا أنه “انطلاقا من أن الشعب هو مصدر السلطة وحاميها طبقا للمواد 7 ـ 8 من الدستور ينتخب من يشاء ويعزل من يشاء وأن إرادة الشعوب تعلو ولا يعلى عليها، وفق آليات متعارف عليها لدى فقهاء القانون الدستوري”.
طلبة بجاية يطالبون بتطبيق المادتين 7 و8
خرج طلبة وأساتذة وعمال جامعة الشهيد “عبد الرحمن ميرة” لبجاية، في مسيرة جابت الشوارع الرئيسية لمدينة بجاية، انطلقت من القطب الجامعي تارڤة أوزمور، حيث طالب المشاركون بضرورة رحيل كل رموز النظام السابق وأتباعه، مع تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور.
وأشار الطلبة أن “مصلحة الوطن في رحيل كل رؤوس العصابة وكل المفسدين” مع محاسبتهم واسترجاع أموال الشعب المنهوبة، مطالبين برحيل حكومة بدوي التي وصفوها بغير الشرعية والمرفوضة شعبيا، كما عبروا عن رفضهم لإجراء أي انتخابات في هذه الظروف بشعار “صوت الشعب أعلى من أي صوت”.