بيلنكن يناقض مصالح بلاده في الجزائر بخطيئة الحريات الدينية

4
بيلنكن يناقض مصالح بلاده في الجزائر بخطيئة الحريات الدينية
بيلنكن يناقض مصالح بلاده في الجزائر بخطيئة الحريات الدينية

عبد السلام سكية

أفريقيا برس – الجزائر. زعم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الجزائر من الدول التي تنتهك الحريات الدينية ولا تتسامح معها من دون تقديم دلائل على اتهامه المجاني، والذي يتعارض مع ما تؤكده إدارة بلاده بوجود تعاون قوي وفعال مع الجزائر، حيث تعتبرها “شريكا موثوقا”.

نشر مسؤول الدبلوماسية الأمريكية، بيانا عاما على واقع الحريات الدينية، بخلاف التقرير الذي تصدره دائرته الوزارية سنويا، قال فيه “في جميع أنحاء العالم، تقوم الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية بمضايقة الأفراد وتهديدهم وسجنهم وحتى قتلهم بسبب معتقداتهم. في بعض الحالات، تخنق حرية الأفراد في الدين أو المعتقد لاستغلال الفرص لتحقيق مكاسب سياسية، هذه الأعمال تزرع الانقسام وتقوض الأمن الاقتصادي وتهدد الاستقرار السياسي والسلام، لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه الانتهاكات”.

وحدد بلينكن الذي حاول تقديم نفسه كحام للممارسات الدينية في العالم، عددا من الدول التي ادعى أنها تقوم بانتهاكات “خطيرة”، للحريات الدينية، وقال “اليوم، أعلن عن تسميات ضد بورما وجمهورية الصين الشعبية وكوبا وإريتريا وإيران ونيكاراغوا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وباكستان وروسيا والمملكة العربية السعودية وطاجيكستان وتركمانستان كدول ذات اهتمام خاص بموجب قانون الحرية الدينية الدولي لعام 1998، لانخراطهم في انتهاكات خطيرة بشكل خاص للحرية الدينية أو التسامح معها”.

وتحت ذريعة الحريات الدينية، افترى بلينكن على الجزائر بتصنيفها في نفس الخانة مع جمهورية إفريقيا الوسطى وجزر القمر وفيتنام، حيث أعطى الحق لنفسه لتقييم الدول، قائلا “إعلاننا عن هذه التعيينات يتماشى مع قيمنا ومصالحنا لحماية الأمن القومي وتعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، الدول التي تحمي هذا الحق وغيره من حقوق الإنسان بشكل فعال هي شركاء أكثر سلامًا واستقرارًا وازدهارًا وموثوقية للولايات المتحدة من تلك التي لا تفعل ذلك”، وتابع “سنستمر في مراقبة حالة حرية الدين أو المعتقد بعناية في كل بلد حول العالم والدفاع عن أولئك الذين يواجهون الاضطهاد أو التمييز الديني. سنقوم أيضًا بإشراك البلدان بانتظام بشأن مخاوفنا فيما يتعلق بالقيود المفروضة على حرية الدين أو المعتقد”.

بلينكن الذي يتهم الجزائر بانتهاك الحريات الدينية، لم يشر إلى ما تمارسه دولة الاحتلال الصهيوني في حق المسلمين والمسيحيين على حد سواء، بمنع وصولهم للمساجد والكنائس، ولم يعلق على القيود التي تفرضها دول أوروبية على المسلمين، ومنع إقامة شعائرهم الدينية، كما انه تجنب التعليق على ما تفعله دول غربية بأبناء الجاليات العربية والمسلمة، إذ تم تحويل أبنائهم لعائلات مسيحية، فيما وجد أطفال أنفسهم يعيشون بين الشواذ!

كما أن بلينكن تناسى الجرائم التي يرتكبها جيش بلاده في سوريا والعراق وقبل ذلك في أفغانستان، حيث يشرع القتل في حقك، لأنك مسلم وفقط، وأن بلاه وإن تغيرت القيادة، فإنها منعت دخول رعايا 7 دول إسلامية إليها.

وتتناقض خطوة بلينكن مع التحركات التي بدأتها واشنطن لتعزيز علاقتها مع الجزائر، فالسفيرة الأمريكية التي أجرت عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة، أكدت في ندوة صحفية، قبل أيام، أن “واشنطن مهتمة بمجال التعاون الأمني والجهود المشتركة ضد الإرهاب مع الجزائر، كواحد من أهم محاور العلاقات الثنائية والحوار الاستراتيجي الذي يجمع بين البلدين”.

وأشارت إلى أن هناك “حوارا استراتيجيا ومحادثات مباشرة بين الجزائر والولايات المتحدة، فيما يخص إفريقيا ومنطقة الساحل”، بينما أبرزت في الجانب الاقتصادي، أهمية مواصلة تنمية “الشراكة القوية” بين البلدين، مشيرة إلى وجود “نحو 100 شركة أمريكية تنشط في الجزائر” واستثمارات مهمة في عدة قطاعات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here