افريقيا برس – الجزائر. الوزير: خطابي تم تأويله.. ولم أقصد المساس بالمدارس القرآنية
من جهة أخرى، أوضح، الوزير واجعوط في رده على الجدل الذي أثاره تصريحه الأخير حول المدارس القرآنية، بأن خطابه قد تم تأويله، على اعتبار أنه لم يقصد بتاتا بأن الالتحاق بالمدارس القرآنية والزوايا يعد سببا يشجع على التسرب المدرسي، كما أنه لم ينقص من دور المدارس القرآنية والزوايا للتلاميذ الذين فضلوا الالتحاق بها. على اعتبار أن هذه الأخيرة لطالما ساهمت في استيعاب عدد لا يستهان به من المتعلمين، والقيام بدور فعال في التحفيز على الدراسة والتربية والتنشئة الاجتماعية إلى جانب المؤسسات التعليمية باعتبارها أحد روافدها الأساسية.
فايسبوكيون بأعلى صوت:
ليت الزوايا والمدارس القرآنية كانت ملجأ لطلابنا المتسربين!
صاحبت تصريحات وزير التربية الوطنية الأخيرة، بخصوص التسرب المدرسي، موجة غضب واستياء كبيرين لدى الأسرة التربوية والأولياء وعامة الناس كما شرع الفايسبوكيون بجرد الأسباب الحقيقية للتسرب المدرسي بشعار “أعطني مدرسة متكاملة الأركان أعطيك جيلا فلا تغطي الشمس بالغربال”، فيما قال آخرون “يا ريت كانت الزوايا والمدارس القرآنية ملجأ لطلابنا المتسربين مدرسيا لتكون حصنا متينا لهم من براثن الإدمان والجريمة”.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات تبين الأسباب الحقيقية للتسرب المدرسي منها ذلك الطفل الذي يبكي بحرقة أمام ميكروفون “الشروق نيوز” جراء معاناته اليومية في سبيل طلب العلم، حيث تساءل أحدهم في هذا الصدد “كيف يستقيم ميزان العلم ببطن طفل خاوٍ، كل أمانيه تدفئة ونقل مدرسي وأقسام تكفل له التعليم؟”.
وكان على الوزير – يرى المواطنون – تقديم الحلول لا تنويع المفردات، حيث أشارت في هذا الشأن المعلمة السابقة صباح بودراس أن من بين أسباب التسرب المدرسي حذف دروس تاريخ الثورة الجزائرية من كتاب التاريخ سنة ثالثه بالكامل، وتعويضها بتاريخ من العصر الحجري “فتحجرت معه عقول أطفالنا وهذا أبسط مثال وما خفي أعظم”، بالإضافة إلى جعل التربية الإسلامية مادة تعتني بالنظافة والشجرة وفقط وباتت لا تختلف عن التربية المدنية بعد ما حذفت منها كل الآيات وحتى قصص الخلفاء التي كانت تسهم في بناء قاعدة أخلاقيه تربوية للطفل، أما بخصوص اللغة العربية فقد تم حذف كل النصوص التي من شأنها تنمية المهارات القرائية لدى الطفل ومنه اكتساب قاموس لغوي ثري وبالتالي فقدان شغف القراءة والتعبير، أما التربية العلمية فقد ركزت -حسب تعبيرهم- على تكاثر القطط والكلاب والبقر وأغفلت التأسيس العلمي للطفل ودراسة الوسط انطلاقا من بيئته، فيما انحصرت مادة المحفوظات بين من عرس أختي والزردة، أما الرياضيات فقد أثقلت كاهل المعلم قبل الطفل.
وبخصوص رفض الوالدين إتمام الدراسة لأطفالهم، فقد ذكر أحدهم أن الوالدين يدعمون أبناءهم بدروس خصوصية على حساب لقمة العيش، وأن عدم الرغبة في إعادة السنة عائد بالأساس للمناهج المستوردة، التي بنيت لطفل ليست بيئته ولا حياته، يضاف إلى كل ذلك كثافة الدروس وتغييب القدوة المعرفية من خلال شخصيات مدروسة وأعلام جزائرية.