أفريقيا برس – الجزائر. دعت حركة النهضة الجزائريين، سلطة وأحزابا ونخبا، إلى الالتفاف حول خيار واحد، يتمثل في كسب مجموعة من الرهانات المصيرية التي تحفظ وجود الأمة وتضمن استمرارها، في ظل واقع إقليمي ودولي متوتر تتقاطع فيه مصالح القوى الكبرى على حساب الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.
وفي بيانها الختامي للجامعة الصيفية، تحت عنوان “الجزائر.. وحتمية كسب الرهانات المستقبلية”، شددت الحركة على أن رهان السيادة الوطنية يظل أولى الأولويات، انطلاقا من بيان أول نوفمبر الذي يشكل المرجعية الأساسية للدولة والمجتمع، مؤكدة أن الحفاظ على هذه السيادة في مواجهة الهيمنة الإمبريالية العالمية يمثل مسؤولية جماعية تتطلب وعيا سياسيا واقتصاديا متجددا.
وفي الشأن الخارجي، وبمناسبة الذكرى الـ71 لاندلاع الثورة التحريرية، دعت حركة النهضة إلى التعامل مع فرنسا على أساس الندية والمصالح المشتركة، مؤكدة أن مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار شخصي أو فئوي.
كما جددت الدعوة إلى الإسراع في تمرير قانون تجريم الاستعمار ورفع التجميد عن قانون تعميم استعمال اللغة العربية، باعتبارهما مكسبين سياديين يعكسان روح نوفمبر واستقلال القرار الوطني.
وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، أكدت الحركة أن رفع القدرة الشرائية وتوفير مناصب الشغل للشباب لا يتحققان إلا ببناء اقتصاد حقيقي منتج للثروة ومحاربة البيروقراطية والفساد، مشددة على أن مكافحة الفساد ليست شعارا، بل التزام أخلاقي يعيد الثقة بين الدولة والمجتمع، كما دعت إلى كسب رهان التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وإلى تنظيم السوق من دون الإضرار بالمنتج الوطني أو تعطيل الإنتاج.
وفي سياق المواقف الدولية، ثمنت الحركة دعم الجزائر الثابت للشعبين الفلسطيني والصحراوي، معتبرة أن ما يُحاك في المنطقة من مخططات استعمارية يهدف إلى تكريس الهيمنة الصهيونية، مؤكدة أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعوب من تقرير مصيرها.
وأضافت الحركة: “أن الشعب الصحراوي شعب حر له القدرة والإرادة على تقدير مصالحه وليس شعبا قاصرا تقرر مصيره قوى أخرى مهما كانت طبيعتها، ونتساءل اليوم لماذا تخشى هذه الأطراف المتآمرة على الشعب الصحراوي من استفتاء تقرير المصير”، لتضيف: “إن السلام المزعوم اليوم ليس معناه تكريس الاحتلال وفرض الأمر الواقع، إنما السلام الحقيقي هو إنهاء احتلال الشعوب وتكريس حقها في إدارة شؤونها”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





