أفريقيا برس – الجزائر. أكد الأمين العام للمركزية النقابية، عمار تاقجوت، أن خارطة طريق إصلاح الاتحاد العام للعمال الجزائريين ستتواصل لإعادة الشرعية للتنظيم النقابي، وأعطى أولى الإشارات بأن تغيير أو إجراء تعديلات على تشكيلة الأمانة الوطنية قد بات أمرا مستبعدا.
تحدث الأمين العام للمركزية النقابية، عمار تاقجوت، بإسهاب عن الوضع الداخلي لأكبر تنظيم نقابي في البلاد، والواقع المرير الذي يعيشه، وذلك خلال لقاء جهوي ضمّ الاتحادات الولائية لمنطقة غرب البلاد، أول أمس الاثنين بمدينة وهران، والذي وصفته المصادر بأنه جرى في جو “أخوي”.
وذكرت مصادر قيادية، أن تاقجوت واجه مسؤولي الاتحادات الولائية والحضور عموما بالواقع المادي المزري الذي تعيشه المركزية النقابية، وأوضح بأنه وجد الحسابات المالية للمنظمة شبه فارغة عندما تمت تزكيته على رأس الاتحاد شهر جويلية 2023، فضلا عن الديون المتراكمة، ووضع متردّ للممتلكات العقارية التي يتم تأجيرها ولا تصل العوائد المالية المترتبة عن ذلك للمنظمة.
وخلال اللقاء ذاته، خاض تاقجوت لأول مرة في مطلب تغيير أو تعديل تشكيلة الأمانة الوطنية الذي كان قد طرح خلال لقاء ولايات الشرق بمدينة بجاية قبل ثلاثة أسابيع، ووجه أولى الإشارات بأن هذا المطلب مرفوض وغير قابل للتجسيد ومن بين الأسباب العامل المالي.
وشدّد تاقجوت، في حديثه مع الحاضرين، على أن المركزية النقابية وبالنظر للوضع الذي ورثته، لا تستطيع دفع الأموال للأمناء الوطنيين القادمين من خارج العاصمة، وخصوصا تكاليف الإقامة والإطعام وغيرها.
وكما هو معلوم، فقد طالبت اتحادات ولائية، على غرار شرق البلاد خلال لقاء بجاية قبل أسابيع، بالعودة إلى نظام “التوازن الجهوي” في توزيع عضوية الأمانة الوطنية، من خلال منح ثلاثة مناصب لكل منطقة، شرق وجنوب وغرب ووسط، إضافة للأمين العام، ما يجعل العدد الإجمالي لأعضاء الأمانة 13 نقابيا.
ووفق تاقجوت، فإن تعيين الأمناء الوطنيين وفق ما يطالب به البعض، في إشارة للعودة إلى منطق “التوازن الجهوي”، وجب أن يقابله توفير الإيواء لهم سواء في الفندق أو غيره، وهذا الأمر غير ممكن حاليا بالنظر لما تعانيه المركزية النقابية من متاعب مالية.
وحسب تاقجوت دائما، فإن عهدته تهدف إلى خدمة العمال والدفاع عنهم وليس لتوزيع الأموال والمناصب، وردّد العبارة الشهيرة التي يكررها في أغلب لقاءاته “حنا نخدموا مع الرجال وما نخدموش على الرجال”.
في سياق آخر، تحدث تاقجوت عن خارطة طريق إصلاح التنظيم النقابي وإعادته إلى سكة الشرعية، حيث من المرتقب أن ينعقد مؤتمر الاتحاد الولائي للأغواط في 19 فيفري، يسبقه مؤتمر الفيدرالية الوطنية للضمان الاجتماعي في 17 من الشهر ذاته.
ومن المرتقب أن يلتقي تاقجوت بالاتحادات الولائية للجنوب بعد 24 فيفري الجاري، يليه مباشرة لقاء مماثل مع ولايات الوسط، في حين سيكون من المرجّح أن تحتضن مدينة حاسي مسعود الاحتفالات الرسمية للاتحاد العام بذكرى تأسيسه الـ68.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس
