أفريقيا برس – الجزائر. عبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن عميق تقديرها للجهود المخلصة التي قام بها الإخوة الوسطاء في كل من مصر وقطر وتركيا، على مدار العامين الماضيين، من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب العدوانية، مع تخصيص شكر للجزائر وجنوب إفريقيا لدورهما في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، سواء في مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية.
كما شكرت الحركة كلا من روسيا والصين وكولومبيا وكل من كان له دور فاعل في وقف حرب الإبادة، وإسناد المواقف الفلسطينية السياسية والقانونية والإنسانية.
وجاء البيان الصادر اليوم، بعد الجدل الذي رافق تصريحات رئيس الوفد المفاوض لحركة “حماس”، خليل الحية، منذ نحو أسبوع، التي شكر فيها الوسطاء في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، دون ذكر الجزائر بوصفها غير مشاركة في هذا المسار.
غير أن ذلك لم يمنع من تداول بعض الصفحات عبارات اللوم على رئيس الحركة في قطاع غزة، باعتبار الجزائر دولة سباقة في دعم القضية، وفقهم، ما دفع رئيس مكتب الحركة بالجزائر، يوسف حمدان، لتوضيح الأمر، يومها، في تصريح لإذاعة الجزائر الدولية، قائلا إن تصريحات الحية جاءت في سياق محدد، ولا يتعين بترها أو تعميمها أو تحميلها ما لا تحتمل، مستدلا بتصريحات سابقة للحية مشيدا فيها بدور الجزائر.
وبالعودة إلى البيان، أشادت الحركة بكل من بذل الدماء مع شعبنا في يمن العروبة ولبنان الشقيق والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران، ومن قاموا بالسفر عبر سفن الحرية وكسر الحصار، أو الذين تظاهروا في ميادين مختلف الدول في قارات العالم جميعا.
ولم تستثن الحركة من الشكر وسائل الإعلام التي ساهمت في “فضح جرائم العدو ونشر مظلومية شعبنا وما يتعرض له من مجازر وجرائم وعملية تطهير عرقي، وآثروا الوقوف مع الحقيقة رغم الضغوط الهائلة عليهم، ورفضهم الانصياع لسردية الظالم والإرهاب”.
ودعت الحركة إلى مواصلة الجهود مع الشعب الفلسطيني، سواء الوسطاء باستكمال دورهم بمتابعة تنفيذ باقي بنود الاتفاق، وخاصة المتعلقة بإدخال المساعدات بالكميات المطلوبة، وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للمواطنين في القطاع، وفتح معبر رفح في الاتجاهين أمام المواطنين، والعمل على بدء الإعمار بشكل عاجل، وخاصة لمنازل المواطنين والبنى التحتية من مشافٍ ومدارس ومؤسسات خدمية، أو المتضامنين في حملات المقاطعة والفعاليات الشعبية، يضيف المصدر نفسه.
وأكد البيان على “ضرورة الشروع الفوري في استكمال تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من مجموعة المستقلين الذين تم التوافق عليهم وطنيا لمباشرة عملها في إدارة قطاع غزة، واستكمال انسحاب قوات الاحتلال للمواقع المتفق عليها”.
كما حثت الحركة على “مواصلة خطوات وإجراءات معاقبة المجرمين ومرتكبي جرائم الحرب بمحاكمتهم وتقديمهم للعدالة، جراء ما قاموا به ضد شعبنا وضد الإنسانية جمعاء، والمضي في استكمال المقاطعة بكل أشكالها، والعمل على مواصلة عزل الاحتلال وقادته”.
وكان يوسف حمدان قد أوضح، في خضم الجدل السابق، أن الشكر الذي قام به خليل الحية لا ينسحب على باقي المسارات، مشيرا إلى أن “شكرنا للجزائر بخصوص دورها في كافة المجالات وعلى رأسها الدبلوماسية، فيبدأ من خطاب أبو خالد الضيف في معركة طوفان الأقصى، حينما خص الجزائر، إلى رسالة رئيس الحركة، الشهيد يحيى السنوار، من بين الركام ومن وسط غبار المعركة”.
وأوضح المتحدث أن السياقات هي التي تحدد طبيعة الشكر، معتبرا أن “كلنا نشعر بالامتنان للجزائر على دورها في القضية الفلسطينية”، معتبرا أن الجزائر تقوم بدور دون أن تنتظر شكرا، رغم أن الشكر هو حق مستحق للإخوة في الجزائر، يضيف القيادي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس