صنع فيديو إهانة مواطنين “زوالية” من طرف والي ولاية مستغانم عبد السميع سعيدون، الحدث وأثار زوبعة من الانتقادات اللاذعة، وموجة غضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجاء هذا تزامنا مع يوم المرأة، هذه المناسبة التي تخرج فيها الكثير من الجزائريات وخاصة الحقوقيات، للمطالبة برد الاعتبار للنساء والحفاظ على كرامتهن.
ولكن وإن كانت ضحية الوالي، امرأة، فإن الجزائريين بجميع شرائحهم يرفضون “الحقرة”، حيث اتخذوا من 22 فيفري 2019، انطلاقة لمحاربة الفساد والمفسدين، ورصد تصرفات المسؤولين الهمجية واللامسؤولة، والتي تهين المواطن سواء كان رجلا أو امرأة، فرفعوا وسائل التكنولوجية الجديدة سلاحا ضد هؤلاء.
ولقي بيان وزير الداخلية والجماعات المحلية ضد تصرفات والي مستغانم، ترحيبا من طرف مسؤولين، وجمعيات محاربة الفساد، وطالب مواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي بإقالة الوالي، معتبرين أن بقاءه لن يرد الاعتبار للمواطنة التي أهانها.
وترى الخبيرة في علم الاجتماع، الدكتورة ثريا التيجاني، أن بقاء والي مستغانم في منصبه سيثير غضبا شعبيا، واجتماعيا، ويترك نوعا من خيبة الأمل عند المواطن الجزائري، حيث قالت إن ما قام به هذا المسؤول خلق مشكلا للحكومة الجديدة وأساء إلى هيبتها، كما شكل حجرة عثر بين الدولة والمواطن.
وأكدت التيجاني، أن تصرفات مشينة للمسؤول، تترك فجوة بين الدولة والمواطن البسيط، وهذا في وقت يتم الترسيخ فيه لفكرة تقريب الدولة منه، مشيرة أن الدين معاملة، وأن معاملة مسؤول سام للمواطن وخاصة إذا كان من الفئة الهشة، بطريقة سيئة تمس بهيبة الدولة.
وحسب ذات المختصة، فإن الحراك الشعبي الجزائري زرع في المواطن ثقافة الوعي بمحاربة الفساد، وترسخت لديه الكيفية الجيدة لاستعمال وسائل التكنولوجيا الجديدة، حيث جعل من الهاتف الذكي والكاميرا سلاحا لرصد تصرفات المسؤولين في خرجاتهم، وهذا سيكون له تأثير في سلوكيات المسؤول والتي سيحرص على التحكم فيها وإظهار المعاملة الحسنة حتى ولو كان فيها ذلك نفاقا، لأن الخوف على منصبه يحتم عليه ذلك.
من جهته، أكد خبير المعلوماتية عثمان عبد اللوش، أن الحراك الشعبي الذي انطلق يوم 22 فيفري 2019، نشر ثقافة محاربة الفساد بالاستعمال الايجابي للهاتف الذكي والكاميرا، حيث يرى أن ذلك ردة فعل على القهر والظلم الذي تحمله الجزائريون طيلة سنوات من حكم العصابة.
وأصبح حسب، الدكتور عبد اللوش، كشف سلوكيات المسؤولين، وتجاوزاتهم شجاعة تتحلى بها فئة من المواطنين، خاصة الذين يعرفون كيف يستعملون التكنولوجيا الجديدة، موشحا أن تصوير تصرفات مشينة أو تصريحات مهينة للمواطنين من طرف مسؤول، لا تكفي وحدها، حيث أن مواقع التواصل الاجتماعي تواصل دورها وهذا في شكل تضامن شعبي ضاغط.
وقال الدكتور عثمان عبد اللوش، إن الوسائل التكنولوجيا الجديدة ستضبط تصرفات المسؤولين في الجزائر وهذا بالإضافة إلى دور الحراك الشعبي، ووصوله إلى نتيجة محاكمة العصابة.