تجمعات الأحياء الشعبية الحلقة المنسية في المعركة ضد كورونا!

20

الجزائر – افريقيا برس. تشهد الأحياء الشعبية، والعمارات عبر الكثير من الولايات الجزائرية، خلال شهر رمضان، تجمعات بشرية هائلة وخاصة مع اقتراب الإفطار، وفِي النصف الأول للنهار، وأحيانا حتى في السهرة رغم حظر التجول!

وتتمثل هذه الكتل البشرية في الشباب والرجال، الذين قد يتسببون في نقل العدوى إلى عائلاتهم، ويحمل هؤلاء قناعة يرددونها من خلال عبارة: “كورونا ليست بيننا”.

ولا يمس حظر التجول نقاط ظل في أحياء عديدة حتى في كبريات المدن، مثل العاصمة، بالنظر إلى التجمعات والفرق التي باتت مصدرا خطيرا لنقل عدوى الوباء، والمتهم هنا الرجال وضحاياهم من النساء والمسنين والأطفال.

وفِي العاصمة، وبشهادة الكثير من المواطنين، تعرف أحياء شعبية وتجمعات سكنية وعمارات، التقاء الرجال والشباب ومن دون تباعد اجتماعي ووضع الكمامات. ويقضي الكثير منهم أوقاتا طويلة جالسين بالقرب من بعضهم البعض أو في حالة تبادل المداعبة واللمس بالأيدي، وحتى العناق والتقبيل أحيانا، كما في الأيام العادية الماضية، وتكون ذروة هذه اللقاءات بين أبناء الحي والجيران، قبل موعد الإفطار بساعة أو أقل وفي سهرة رمضان، وأحيانا تستمر اللقاءات إلى الفجر.

وأدت بعض الشجارات المناوشات بين بعض الشباب وحتى الكبار إلى استقطاب عشرات من الفضوليين، ويكون هنا التباعد الاجتماعي، والتفكير في عدوى كورونا، خارج التغطية، والتفكير المتعقل.

التيجاني: تجمعات الأحياء وسيلة للبحث عن التوازن النفسي
في السياق، قالت الباحثة في علم الاجتماع، الدكتورة ثريا التيجاني، إن وباء كورونا كشف عن الاستقالة الكاملة للأسر في ما يخص تربية الأبناء، مشيرة أن فئة الشباب لا يبالون بالفيروس، وهم يتجمعون في الأحياء، دون أي وعي بالمسؤولية، وترى أن اللامبالاة بكورونا مرده إلى عدم التوجيه وترسيخ تحمل المصائب والأمراض، والأوبئة، لدى الطفل منذ الصغر.

وأكدت التيجاني أن الأزمات تقلل من الفجوة بين الفرد والمجتمع، حيث يرتبط مصير الفرد بهذا الأخير، ويظهر الشعور الجمعي، والتضامن بين أعضاء المجتمع، وفِي ظل حظر التجول، يهرب أبناء الأحياء إلى بعضهم البعض، ليتقاسموا تهديدا يعانون منه جميعا.

وحسبها، فإن سكان الأحياء الشعبية، والعمارات يتواصلون في ما بينهم بحثا عن الأمل خاصة بعد أن طالت مدة الحجر المنزلي.

نافطي: الحل في فرض غرامات مالية
ومن جهته، حذّر البروفسور سليم نافطي، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية، بمستشفى مصطفى باشا، من تجمعات الأحياء، وسكّان العمارات، معتبرا إياها حلقة لا تهتم بها السلطات المحلية ورجال الأمن، من المعركة ضد فيروس كورونا المستجد.

وقال إن على الولاة أن يعطوا أوامر بردع مثل هذه التصرفات في أحياء معروفة بتمرد أبناء سكانها على حظر التحول، ويلتفون في جماعات دون أدنى شروط الوقاية.

وأوضح نافطي أن أغلب هذه التجمعات في الأحياء الشعبية، هي لشباب قد لا تظهر عنهم الإصابة بكورونا، ولكنهم يهددون أفراد العائلة وخاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

ويرى أن الردع، وتخصيص دوريات أمنية لهذه الأحياء، الحل المناسب في الوقت الراهن، خاصة بتطبيق عقوبات تتمثل في غرامات مالية قائلا: “بعض الجزائريين لا يحسون بالأمر، إلا عندما يمس جيوبهم”.

وإلزام احترام التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامات هي التدابير المناسبة، حسب البروفسور نافطي، التي من شأنها ترسيخ سلوك الوقاية والمسؤولية الذاتية للفرد الجزائري لحماية نفسه من عدوى وباء كورونا المستجد، وعند تحقيق هذه الشروط، تصبح اللقاءات في الأحياء أمرا عاديا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here