جرائم قتل شنيعة هزّت المجتمع في الأسبوع الأول من رمضان

12

لم تؤثر الأوضاع الصحية السائدة وإجراءات الحجر الصحي، جرّاء انتشار فيروس كورونا هذه السنة، في سلوكات الفرد الجزائري، الذي أصبح أكثر ميولا للعنف منه عن التسامح، خاصة خلال شهر الرحمة، ولم تختلف الأيام الأولى من شهر رمضان المعظّم هذا العام عن سابقيه خلال السنوات الماضية، بعدما طغت جرائم القتل الشنيعة على المشهد اليومي عبر عدّة ولايات من الوطن، حيث تم تسجيل وقوع ست جرائم قتل خلفّت في مجملها مقتل 7 أشخاص أي بمعدل مقتل شخص في كل يوم من أيام رمضان.

وقد اهتزت مشاعر سكان رأس العين ببلدية نقاوس في ولاية باتنة، في يوم الجمعة المتزامن مع أول أيام الشهر الفضيل، على وقع جريمة قتل شنيعة، راح ضحيتها شاب ثلاثيني، بعد تلقيه ضربات سيف كبير من طرف شاب، بعد شجار عنيف وقع بينهما عصر يوم الجمعة، وقد سارعت مصالح الأمن إلى فتح تحقيق بغرض توقيف الجاني وتقديمه أمام العدالة، لمعرفة ظروف وملابسات ارتكابه هذه الجريمة النكراء.

وبولاية أم البواقي وفي مساء نفس اليوم وقع شجار عنيف بين مجموعة من الشباب ببلدية قصر الصبيحي، خلّف مقتل شاب يبلغ من العمر 35 سنة، بعد تلقيه لطعنات خنجر غادرة من كهل يبلغ من العمر 46 سنة، تم في ما بعد توقيفه وتقديمه أمام العدالة.

ولم تمض عن تلك الجريمتين سوى ثلاثة أيام فقط من الشهر الفضيل، حتى شهدت ولاية تبسة عند أذان الإفطار لليوم الرابع من الشهر الفضيل جريمة قتل بشعة نفذتها سيدة تبلغ من العمر 30 سنة، في حق زوجها البالغ من العمر 32 سنة، بعد أن وجهّت إليه طعنة خنجر غائرة في القلب، لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة، بمجرد وصوله إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى، ليتدخل عناصر الأمن، وباشروا تحرياتهم وتحقيقاتهم، التي أفضت إلى توقيف الزوجة، وتقديمها أمام العدالة، التي أمرت بإيداعها الحبس المؤقت في انتظار محاكمتها.

وفي نفس اليوم، عاشت بومرداس مأساة عائلية، عندما أقدمت زوجة برفقة ثلاثة من أبنائها على قتل الأب البالغ من العمر 74 سنة، وإلقاء جثته في الشارع، بحي جبهة التحرير بمدينة برج منايل، لإبعاد الشبهات عنهم، قبل إبلاغهم عن اختفائه، فيما صرحت الزوجة بأن زوجها الضحية انتحر خارج المسكن، إلاّ أن المحققين كشفوا خيوط هذه الجريمة وإثبات تورط الزوجة وأبنائها في قتل رب العائلة طعنا بخنجر، ليتم تقديمهم أمام العدالة التي أمرت بوضع الزوجة البالغة من العمر 60 سنة وأحد أبنائها رهن الحبس المؤقت، فيما تم وضع ابنيها الآخرين تحت الرقابة القضائية.

انتهاك حرمة الشهر الفضيل بارتكاب جرائم القتل الشنيعة أخذ منحى تصاعديا في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وبإزهاق روح في كل يوم تقريبا، حيث انتهى شجار وقع بين عائلتين متجاورتين، مساء الخميس الماضي المصادف لليوم السابع من رمضان، عند موعد الإفطار، بمقتل شاب يبلغ من العمر 24 سنة، بعدما دهسته سيارة مجنونة كان يقودها شاب من العائلة الأخرى المتخاصمة مع عائلة الضحية.

وازدادت حدّة جرائم إزهاق الأرواح البريئة بين أفراد الأسرة الواحدة، في نفس اليوم بمدينة قسنطينة، وتحديدا بحي الزيادية الذين اهتزت مشاعرهم على وقع انتشار إقدام شاب يبلغ من العمر 28 سنة على توجيه ضربات بساطور حاد أصاب بها والده البالغ من العمر 73 سنة، فأرداه قتيلا داخل المسكن العائلي، كما أصاب شقيقه البالغ من العمر 35 سنة، بضربة ساطور سببت له جروحا بليغة تم نقله على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن باديس، أين لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما تنقل عناصر الشرطة إلى مكان وقوع الجريمة أين ألقوا القبض على الشاب القاتل واسترجاع أداة الجريمة، في وقت مازالت الظروف والملابسات التي دفعت بالشاب يتيم الأم إلى قتل والده وشقيقه غامضة، في انتظار ما ستكشف عنه نتائج التحريات والتحقيقات الأمنية.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here