فوز الجزائر أمام المغرب يخرج المواطنين للاحتفال في الشارع

13
فوز الجزائر أمام المغرب يخرج المواطنين للاحتفال في الشارع
فوز الجزائر أمام المغرب يخرج المواطنين للاحتفال في الشارع

أفريقيا برس – الجزائر. أخرج تأهّل المنتخب الوطني لكرة القدم للدور نصف النهائي الجزائريين ليلا إلى الشوارع في مظاهر احتفالات عارمة وصفها البعض بالخرافية، شارك فيها مختلف فئات المجتمع نساء ورجالا وأطفالا وعجائز رغم برودة الطقس، واستمرت إلى ساعات متأخرة.

وصول محاربي الصحراء إلى المربع الذهبي أنعش الجزائريين وأعاد إليهم الشعور بالسعادة المفقودة في المدّة الأخيرة، بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا بعد أن أصبحوا يحسبون تنقلاتهم وينغلقون على أنفسهم، فمظاهر الفرحة كانت بادية على الجميع، ولم ينتظر غالبية الشّباب والعائلات طويلا للخروج إلى الشارع في مواكب وجماعات سيرا على الأقدام، بمجرد إعلان الفوز وانتهاء المقابلة، حيث تعالت منبهات السيارات وصيحات الشباب الذين لم يتمالكوا أنفسهم من شدّة الفرح، فيما شاركت عائلات أخرى الاحتفال من الشرفات فرفعت الرّايات وتعالت من عندها الزغاريد وأشعلت الشماريخ ابتهاجا بما أبلاه المنتخب الوطني في مقابلة دامت 120 دقيقة انتهت بركلات الترجيح لصالح الجزائر.

وأضاءت العاصمة ليلا ودبّت فيها الحياة من جديد بخروج الجماهير، حيث عجّت الطرقات بالسيارات والدراجات النارية وبالراجلين أيضا، ما جعل حركة المرور التي غابت فيها كل القوانين تعرف ازدحاما ليليا لم ينته إلا بعودة المحتفلين أدراجهم مع بداية بزوغ فجر الصّباح.

وردّد المحتفلون شعارات تتغنّى بأبطال الجزائر الذين أدّوا مباراة رائعة أمام المغرب وأبانوا عن روح رياضية عالية، حيث تعالت الزغاريد في كل المواكب وارتفعت منها الأغاني والأهازيج والتحف المحتفلون الرّاية الوطنية وإلى جانبها الراية الفلسطينية التي رفرفت عاليا، في تأكيد على العلاقة القوية التي تربط الشعبين وتوحّدهما.

وصدحت حناجر الشّباب والنساء طويلا بأغاني رياضية وأخرى وطنية وردّدوا طويلا شعار “وان تو ثري فيفا لالجيري” و”فلسطين الشهداء.. فلسطين الشهداء”.

وإلى ذلك، عرفت بعض المدن الفلسطينية على غرار غزّة والقدس الشريف احتفالات كبيرة رفعوا خلالها العلم الجزائري وأكدوا أنّ فوز الجزائر هو فوز فلسطين وأنه لا فرق بين البلدين، ودلل على ذلك تصريح أحد الفلسطينيين الذي قال: “بتزعلنا كل الدنيا وبترضينا الجزائر”، بمعنى أنّ كل الدنيا تغضبنا وترضينا الجزائر.

وما زاد الفلسطينيين المحتفلين اعتزازا وفخرا هو رفع اللاعبين في المنتخب الوطني للراية الفلسطينية فهذا، حسبهم، خير دليل للعالم بأسره على عدالة القضية ونصرة الجزائر لها، أمر يدعو للوقوف مليا عنده.

رغم البرد والأمطار وتأخر توقيت المباراة

أنصار الخضر يصنعون البهجة في ليلة جزائرية لا تنسى

لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، يقوم الأنصار الجزائريون بالاحتفال بفوز فريق ليس المنتخب الأول وليس فريق يمثل المدينة، وكأس العرب للمنتخبات، بل منتخب تمت تسميته بفريق محلي مدعم بترسانة من اللاعبين المنتمين للمنتخب الأول.

تميزت ليلة السبت بأجواء باردة جدا بلغت فيها درجة الحرارة قرابة الصفر المئوية في عديد مدن الشمال الجزائري، كما كانت الأمطار حاضرة في الكثير من الولايات خاصة الشرقية الساحلية والداخلية، ومع ذلك فإن شدّ الأعصاب وضغط 120 دقيقة من السوسبانس وصعوبة مسايرة الوضع من الناحية النفسية هي الأمور التي فجرت مع ضربة الترجيح التي نفذها توقاي الفرحة العارمة، التي هزت مدن الجزائر وقراها وتواصلت الأفراح إلى ما بعد منتصف الليل.

استرجعت المقاهي الشعبية منذ الثامنة من مساء السبت حيويتها، وفتحت المطاعم أبوابها للعائلات، وهناك من فرّ إلى المقاهي خوفا من ضغوط البيت وطلبا لبعض الراحة، ومنهم سمير براني ابن ولاية عنابة الذي لقي حتفه بعد تعرضه لنوبة قلبية حادة وهو يتابع مباراة الخضر في المقهى، حيث توفي بالرغم من نقله إلى استعجالات مستشفى المدينة، ولكن الفرحة في عمومها كانت هادئة وصنعها نفس الشباب الذين تابعوا جماعيا المباراة العصيبة والعصبية، وكان الجديد هذه المرة هو ضغط وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تابع الجزائريون بكثير من الدهشة استفزازات بعض الذباب المغربي الذي حاول النيل من أعصابهم قبل بداية المباراة في حملة إلكترونية غير مبررة ومركزة، فتابعوا كل أطوارها وكانوا يعلقون مع كل لقطة، فبعضهم يعلق على التشكيلة وعلى غياب بغداد بونجاح قبل بدايتها، وآخر يتابع بالتفصيل لحظاتها ويعلق عليها ويتكهن بنتيجتها، ولكن بمجرد نهايتها حتى تنفس بركوبه سيارته أو سيارة صديقه ومنح لمزاميرها حرية تحويل الليل الهادئ إلى صخب بألوان الراية الجزائرية التي علقت الأحد على الشرفات في العديد من مدن وقرى الجزائر، وكان بعضهم قد علقها يوم السبت تزامنا مع المباراة وأيضا ذكرى الحادي عشرة من ديسمبر.

الأفراح شملت كالعادة باريس ومارسيليا، ولم يفهم الفرنسيون شيئا عندما أيقظتهم مزامير سيارات بعض المغتربين الذين تابعوا المباراة بجوارحهم وفجروا فرحتهم في الشانزيليزيه وفي غيرها من الأحياء، في “بروفة” فرح قبل موعد كأس أمم إفريقيا بعد شهر من الآن، وخاصة في المباراة الفاصلة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here