احتفالات أسطورية.. هكذا استُـقبل أبطال العرب

14
احتفالات أسطورية.. هكذا استُـقبل أبطال العرب
احتفالات أسطورية.. هكذا استُـقبل أبطال العرب

أفريقيا برس – الجزائر. حظي المنتخب الوطني المحلي المتوج بكأس العرب “فيفا” قطر 2021، باستقبال “ملكي” وتاريخي وسط احتفالات “شعبية” أسطورية شبيهة بتلك التي شهدتها الجزائر بعد التأهل لكأس العالم 2010 والتتويج بكأس إفريقيا 2019، حيث احتشد آلاف المشجعين وسط العاصمة، رغم الوقت المتأخر والبرد من أجل تحية اللاعبين وأعضاء الطاقمين الفني والإداري على أدائهم البطولي في “مونديال” العرب.

رغم البرد وتأخر الوقت.. أنصار “الخضر” في الموعد ويبهرون كالعادة

وتوج المنتخب الوطني المحلي المدعوم ببعض اللاعبين المحترفين تحت قيادة المدرب مجيد بوقرة، بكأس العرب لكرة القدم المقامة في الفترة ما بين “30 نوفمبر و18 ديسمبر”، للمرة الأولى في تاريخه، عقب الفوز على تونس في النهائي يوم السبت بنتيجة (2-0) بعد الوقتين الإضافيين.

حطت طائرة المنتخب الوطني ليلة الأحد، قادمة من قطر وهي حاملة لقب بطولة كأس العرب، أين كان في استقبال “الخضر” لحظة نزولهم من الطائرة، رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، ومستشار رئيس الجمهورية عبد الحفيظ علاهم، بالإضافة إلى عدد من الوزراء.

وكان وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف) شرف الدين عمارة والرباعي بونجاح وابراهيمي وبلايلي وبلعمري (يحمل الكأس) ثم المدرب الوطني للاعبين المحليين مجيد بوقرة، الأوائل الذين نزلوا من طائرة الخطوط الجوية الجزائرية.

وبعد فترة من التوقف بالقاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي، سار موكب المنتخب الوطني على متن حافلة مكشوفة من مطار هواري بومدين الدولي باتجاه وسط العاصمة، في وقت لم تمنع برودة الطقس التي سادت العاصمة وشوارعها، عشرات الآلاف من المواطنين لتشكيل ممر شرفي عملاق امتد على مسافة كيلومترات بين المطار الدولي -هواري بومدين- وساحة أول ماي إلى غاية فندق “الأوراسي” بالجزائر العاصمة، لتخصيص استقبال رائع يليق بـ”المحاربين”.

عشرات الآلاف اصطفوا لاستقبال الأبطال

ومنذ الساعات الأولى لنهار الأحد، اصطف آلاف المواطنين رجالا ونساء وأطفالا وحتى من كبار السن، على جانبي الطريق المخصصة لمرور موكب الفريق الوطني هاتفين بحياة الجزائر: “وان تو ثري..فيفا لالجيري” و”شومبيوني، شومبيوني” (نحن الأبطال، نحن الأبطال)..في جو احتفالي بهيج، أعاد إلى الأذهان الاحتفالات الجماهيرية الراسخة في الأذهان على شاكلة التاج القاري في 2019، والمشوار المحقق في مونديال 2014 وكذا “ملحمة أم درمان” في 2009.

وكان الحضور الجماهيري خارقا حتى على مستوى الطريق السيار، فبالرغم من انخفاض درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها بالليل (10 درجات فوق الصفر)، إلا أن الجماهير وبكل أطيافها أبت إلا أن تقاسم أشبال مجيد بوقرة الفرحة العارمة بالتتويج، تعالت خلالها الأهازيج والأغاني الممجدة لـ”الخضر” وسط دوّي المفرقعات وزغاريد “الجنس اللطيف”، في ليلة أضاءتها الألعاب النارية ولم تكُ بالظلماء.

وأمام هذا الصخب الاحتفالي الضخم، وجدت الحافلة التي تقل أبطال العرب، صعوبات كبيرة في مغادرة المطار، كما واجه العدد الهائل لعاصر الأمن والدرك الوطنيين، صعوبات كبيرة في فسح المجال للموكب.

ترقب لساعات.. وراية فلسطين حاضرة

عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة والربع مساء، حطت الطائرة التي تقل رفاق “الموهبة” إلياس شتي فوق “التراب” الجزائري.

وطأت أقدام “محاربي الصحراء” القاعة الشرفية بالمطار الدولي، في “استراحة محارب”، حيث لقوا خلالها استقبالا رسميا من طرف الطاقم الحكومي على رأسه الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمن، قبل إطلاق العنان لموكب احتفالي شعبي من مقام الكبار.

الجميع على أحر من الجمر يترقب في الخبر السعيد، ويكرر ذات السؤال: “متى يصل الموكب”؟؟.. هنا بساحة “الوئام” بأول ماي، تنتظر الآلاف من الجماهير، لاعبي المنتخب الوطني، “متسلحين” بحرارة الأجواء الاحتفالية للتغلب على برودة الطقس.

سيدات رفقة أطفالهن الرضع، فتيات في مقتبل العمر، شبان، كهول، وحتى مسنين، ينظرون إلى بعضهم البعض متسائلين “أين وصلت حافلة الأبطال”، ويأخذون اتصالا هاتفيا بذويهم الذين تابعوا الحدث عبر الشاشة الصغيرة، لمعرفة مكان تواجدها.

الكل هنا يلتحف الألوان الوطنية، منهم من يحمل العلم الجزائري ومنهم من يضع وشاحا كتب عليه اسم “الجزائر” باللغتين العربية والفرنسية..حتى راية فلسطين كانت حاضرة بقوة. البعض من الشباب والمراهقين كان يمارس “هوايته” بالنفخ على آلة “الفوفوزيلا”، والبعض الآخر راح يأخذ صور “سالفي” كذكرى سعيدة.

عائلات بأكملها تهتف بحياة “الخضر”

حشود كبيرة غصت بهم شوارع العاصمة، قادمين من مختلف المدن والولايات، عائلات بأكملها تهتف أحيانا بحياة الفريق الوطني، وأحيانا أخرى يمجدون لاعبي المدرب “الماجيك” مجيد بوقرة.

الخروج من المطار كان صعبا والسير في الطرقات الكبرى كانت المهمة الأصعب، حيث لم يبلغ زملاء النجم يوسف بلايلي قلب العاصمة إلا “بشق الأنفس” بالنظر إلى “الأمواج” البشرية “المتدفقة” من كل حدب وصوب.

الحافلة المكشوفة تصل.. وليل العاصمة يتحول إلى نهار

وجاءت لحظة “الذروة”، عندما دقت الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا. الحافلة المكشوفة للأبطال ها هنا، تسير ببطء أمام مرأى الحشود الكبيرة جدا التي كانت تحتفل بـ”الخضر” حتى من العمارات..أهازيج وأغاني من هنا، هواتف ذكية تخلد أجمل اللحظات بصور وفيديوهات، من هناك..في جو تحول “ليله كنهاره” بالألعاب النارية والمفرقعات.

الأمواج البشرية راحت تتقفى أثر الحافلة التي جابت شوارع أخرى من العاصمة على غرار كريم بلقاسم بتيليملي، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، حيث لم يهدأ لها بال، إلى غاية وصول وفد “الأفناك”، بعد منتصف الليل، إلى فندق “الأوراسي” بالأبيار مقر إقامتهم، قبل أن يحظوا باستقبال رسمي من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الاثنين، بقصر الشعب.

بعدها عاد المناصرون أدراجهم، فمنهم من سار على الأقدام ومنهم من ركب سيارته، مشغلا الأغاني الوطنية بمكبرات الصوت، ومطلقا، في نفس الوقت، منبهات المركبات، وسط جو احتفالي بهيج، يعيد إلى الذاكرة الاحتفالات بالإنجازات الكروية التي حققها “الخضر” قبل سنوات، كما تمنوا تكرار السيناريو العربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم-2022 بالكامرون (9 جانفي- 6 فيفري)، متوعدين المنتخبات الإفريقية بالهزيمة على يد زملاء رياض محرز، من أجل تجديد “التربع” على “عرش” القارة السمراء بلقب إفريقي ثالث.

عبد الرزاق سبقاق: الجزائر لا ولن تنسى فضل أبنائها.. شكرا لكم يا أبطال

أكد وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، بقصر الشعب بالعاصمة، أن “الجزائر لا ولن تنسى فضل أبنائها الذين يبذلون النفس والنفيس من أجل إبقاء رايتها عالية وهامتها شامخة بين الأمم”.

وفي كلمة ألقاها بمناسبة التكريم الذي حظي به المنتخب الوطني للمحليين لكرة القدم من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قال وزير الشباب ولرياضة: “إن هذه المحطة هي وقفة عرفان وشكر تحمل في طياتها رسالة مفادها أن الجزائر لا ولن تنسى فضل أبنائها الذين يبذلون النفس والنفيس من أجل إبقاء رايتها عالية وهامتها شامخة بين الأمم”.

وأضاف الوزير قائلا: “إنه ليوم أغر نلتقي فيه تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية في يوم من أيام الكرة الجزائرية التي ما فتئت تصنع أفراح الجزائر بالداخل والخارج وتبني أمجادها الرياضية في كل المحافل الدولية. أقف بين أيديكم بتكليف سامي من رئيس الجمهورية من أجل تقديم أصدق التهاني لأبطال الجزائر، محاربي الصحراء وصانعي الأفراح وكذلك لكل من ساهموا في تحقيق هذه النتائج من طاقم تقني ومسيرين”.

كما اعتبر أن هذا التتويج “رسالة للشباب الجزائري التي تفيد بأن العمل و المثابرة والإصرار لا يثمرون إلا النجاح والتفوق ورسالتكم أنتم أيها الأبطال تمتد لأبعد بكثير من المربع الأخضر الذي لا ينافسكم فيه أحد بحيث فرض عليكم نجاحكم أن تكونوا القدوة المؤثرة للشباب الجزائري والتي تساهم في صناعة المواطن الصالح والمتوازن”.

وأكد الوزير حرص رئيس الجمهورية “الشخصي الدؤوب على إعطاء دفع جديد للرياضة الجزائرية وتسخير كل الإمكانيات من أجل التفوق ولا شيء غير التفوق وأحسن مثال على ذلك هو متابعته اليومية لتطور أشغال تحضير ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 والتي يريدها رئيس الجمهورية طبعة دولية بنكهة جزائرية في كل الاختصاصات”.

اللاعبون يثمنون تكريمهم من قبل رئيس الجمهورية

ثمنت عناصر المنتخب الوطني للمحليين لكرة القدم، التكريم الذي خصهم به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، عقب تتويجهم بكأس العرب فيفا-2021، وكذا بالاستقبال الشعبي ”المميز” و”الكبير” الذي حظي به “الخضر” في شوارع العاصمة.

واستحسن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عمارة شرف الدين، هذا الاستقبال، معتبرا اياه بـ”اللفتة الرائعة”. وقال الرجل الأول على رأس الهيئة الفدرالية: ”إنها لفتة رائعة تجاه الفريق الوطني بعد هذا التتويج. لقد حظينا باستقبال رائع منذ قدومنا. إنه شرف كبير لنا، خاصة وأن الأجواء كانت كبيرة وتثلج الصدور. كما حظينا أيضا باستقبال كبير من قبل الشعب الجزائري، وهي إشارة عرفان. عليكم أن تعلموا بأننا نقوم بواجبنا ومازالت مهمات أخرى تنتظرنا”.

ومن جهته، أشاد المدرب الوطني للمحليين مجيد بوقرة بهذا الاستقبال المميز له ولأشباله. ورغم التعب الذي نال منه منذ مباراة النهائي، لم يخف ”المجيك” ابتسامته العريضة عقب تتويج ”الخضر” بالتاج العربي الغالي على الأراضي القطرية. وقال قائد المنتخب الوطني سابقا: ”الحمد الله على هذا التتويج. علينا أن نشكر اللاعبين على المجهودات المبذولة وتفانيهم في تقديم نوعية لعب جيدة على مدار المباريات الست التي خاضوها في هذه الدورة”، مضيفا ”أن هذه الدورة أعادت لي ذكريات جميلة عشتها كلاعب في ملحمة أم درمان بالسودان”.

وبعد هذا الإنجاز ”المبهر” الذي حققه في بداية مشواره كمدرب، لم يخف بوقرة ”افتخاره” بالاستقبال الذي حظي به هو وكتيبته من قبل رئيس الجمهورية، حيث أكد أن ”هذه اللفتة الطيبة من شأنها أن تعطيه عزيمة اضافية على تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل”.

ومن بين النجوم التي سرقت ”الأضواء” على الأراضي القطرية، اللاعب ”الشاب” إلياس شتي والذي بدوره لم يخف ”سعادته” بعد هذا ”التتويج”.

وقال الدولي الجزائري لوكالة الأنباء الجزائرية: الحمد الله وألف مبروك للجزائر. إن هذا التتويج مستحق رغم صعوبة المشوار، لأننا واجهنا أفضل المنتخبات. لقد دخلنا بشخصية البطل وخضنا المنافسة من أجل الشعب الجزائري بأكمله. لا يمكن وصف الأجواء التي عشناها وعلنيا أن نشكر الشعب الذي لم يقصر معنا. إن شاء الله سنحقق تتويجات أخرى من أجل إسعاده”.

وبدوره، اعتبر وسط الميدان الدفاعي الجزائري دراوي زكرياء، أن هذا الاستقبال يبقى ”لفتة تحفيزية” للمنتخب الوطني.

وقال دراوي: ”إنه لشرف كبير أن يتم تكريمنا من قبل رئيس الجمهورية، حيث يبقى حافزا لنا في باقي الاستحقاقات والمواعيد المقبلة. لقد عملنا من أجل إسعاد الشعب الجزائري الذي يعرف جيدا كرة القدم والذي خصنا باستقبال أكثر من رائع في شوارع العاصمة. أتمنى المزيد من النجاحات للمدرب مجيد بوقرة الطموح والذي حقق أول لقب له كمدرب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here