هل يُحدث الرئيس تبون ثورة في الرياضة الجزائرية

34

يتطلع المحيط الرياضي الجزائري إلى إحداث قرارات ومستجدات فعّالة في الخارطة الكروية والرياضية بشكل عام، وهذا موازاة مع انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا جديدا للبلاد خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت يوم 12 ديسمبر المنصرم، ويأتي هذا الترقب في ظل مضامين البرامج المقدمة خلال الحملة الانتخابية، حيث كان الرئيس الثامن للجزائر قد أعطى وعودا للنهوض بالرياضة الجزائرية والاهتمام بشريحة الشباب، وبالمرة منح الأهمية لسياسة التكوين والاعتناء بالمواهب الرياضية، وكذا إعطاء الأولوية للمرافق الرياضية من حيث حسن التسيير والصيانة وتفعيل آليات الرقابة في هذا القطاع.

إذا كان انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا جديدا للجزائر قد أنهى فترة الشغور الحاصلة من الناحية القانونية والسياسية منذ أرغم بوتفليقة على الاستقالة عقب الحراك الشعبي الذي عرفته البلاد منذ يوم 22 فيفري المنصرم، فإن الجزائريين يتطلعون إلى قرارات وخطوات جديدة وايجابية، وهو الأمر الذي يترقبه المحيط الرياضي الذي يأمل في إحداث ثورة حقيقية وميدانية للنهوض مجددا بالرياضة الجزائرية التي تعانى منذ سنوات من مظاهر سلبية على جميع المستويات، والبداية بسوء التسيير وانتشار المخدرات وتراجع النتائج، وغيرها من المظاهر التي تعكس الفساد الذي ينخر الكرة القدم على الخصوص والرياضة بشكل عام، مع وجود بعض الاستثناءات التي تصب في خانة الانجازات المحققة، على غرار تتويج المنتخب الوطني هذا العام بلقب كأس أمم إفريقيا، تتويج يصنف في خانة الشجرة التي تغطي الغابة.

المنجل لديه ما يحصده في قطاع الرياضة
ويجمع الكثير من المتتبعين بأن حجم الفساد بلغ ذروته في المحيط الرياضي، بشكل لا يختلف عن بقية القطاعات التي أنتجت مسيرين ورجال أعمال فاسدين، بسبب حالة التسيب والإهمال والتواطؤ التي ميزت فترة النظام السابق، ما جعل خزينة الشعب تخسر الكثير بسبب صفقات مشبوهة ومشاريع وهمية، ناهيك عن تضخيم الفواتير وغيرها من الممارسات غير المشروعة، وهو الأمر الذي اعترف به الرئيس الجديدة تبون في أول ندوة صحفية له بعد ترسيم انتخابه. وإذا كان ثامن رئيس للجزائر قد قدم وعودا للنهوض بالرياضة الجزائرية، من خلال تشجيع رياضة النخبة والاهتمام بشريحة الشباب، وبالمرة منح الأهمية لسياسة التكوين والاعتناء بالمواهب الرياضية، وكذا إعطاء الأولوية للمرافق الرياضية من حيث حسن التسيير والصيانة وتفعيل آليات الرقابة في هذا القطاع، إلا أن البعض يرى بأن تواجد المنجل بات أكثر من ضروري، معتبرين أن المنجل لديه ما يحصده في قطاع الرياضة، بالنظر إلى ملفات الفساد الذي عرفه طيلة السنوات الماضية، والأموال التي نهبت بطرق ملتوية، بطريقة تعكس الرؤية الضيقة وطغين المصالح الشخصية على حساب مصلحة واقع ومستقبل الرياضة الجزائرية التي خيبت الظن من الناحية الفنية، في الوقت الذي أفرزت التقارير صرف أموال خيالية في مختلف المستويات دون أن يترجم ذلك فوق الميدان.

إعادة الرياضة الجزائرية إلى الواجهة أولوية الأولويات
ويجمع المحيط الرياضي بأن الرئيس الجديد للبلاد سيكون أمام تحديات بالجملة من أجل إحداث ثورة فعلية في قطاع الرياضة الجزائرية، من خلال إعادة النظر في دواليب التسيير، بغية الحد من الممارسات السلبية وغير المشروعة التي كلفت الخزينة العمومية الكثير، والعودة إلى سياسة التكوين بغية الاهتمام بالمواهب الشابة القادرة على البروز ومنح الإضافة، ناهيك عن تكريس آليات الرقابة التي من شأنها أن تقف في مختلف التجاوزات الحاصلة على مستوى الأندية والمنتخبات والهيئات الرياضية بشكل عام، وكذا الاهتمام بالمرافق والمركبات الرياضية التي تعد بعضها مجرد هياكل من دون روح، وهذا على الرغم من الأموال الباهظة التي كلفتها لإنجازها، من دون نسيان المرافق والملاعب الأخرى التي كلفت الخزينة أموالا باهظة دون أن يتم الانتهاء من أشغال إنجازها، يحدث هذا في الوقت الذي يأمل المحيط الرياضي أن يتم إعادة الرياضة الجزائرية إلى الواجهة القارية والدولية، وفي مقدمة ذلك المنتخب الوطني لكرة القدم الذي سيكون أمام تحديات بالجملة لكسب تأشيرة التأهل إلى مونديال 2022 والدفاع عن لقبه في النسخة المقبلة من “كان 2021”.

بومدين أسس للإصلاح والشاذلي الأكثر تتويجا
والواضح أن علاقة الرياضة بالسياسة وثيقة جدا، بسبب التقاطعات الكثيرة التي حصلت في هذا الجانب، بدليل أن انقلاب بومدين على بن بلة جوان 1965 حدث في سهرة كروية، موازاة مع المباراة الودية التي نشطها المنتخب الوطني أما رفقاء البرازيلي الشهير بيلي في وهران، كما أسس بومدين للإصلاح الرياضي نهاية السبعينيات، بغية ضمان مصادر تمويل لأندية النخبة، حيث أن كل فريق ينشط في حظيرة الكبار يتم تمويله من طرف مؤسسة أو شركة وطنية، وهو الأمر الذي أحدث ثورة فعلية في هذا الجانب، بدليل تألق الرياضة الجزائرية بمختلف أنواعها خلال فترة الثمانينيات، ما جعل الشاذلي بن جديد الرئيس الأكثر تتويجا، بناء على الإنجازات التي حققتها كرة القدم وكرة اليد ومختلف الرياضات الجماعية والفردية، كما حرص الرئيس السابق بوتفليقة على الاستثمار في الرياضة على خطى بومدين، ولو أن فترته عرفت فسادا رياضيا على مختلف الأصعدة، في الوقت الذي عادت الكرة الجزائرية إلى واجهة المونديال في نسختي 2010 و2014، فيما سيكون الرئيس الجديد تبون على موعد لمنح الرياضة حقها، ومن خلالها الاهتمام بشريحة الشباب، بغية رفع الراية الجزائرية رياضيا، لإثراء الإنجاز الذي حققه أبناء بلماضي الصائفة الماضية بمصر، وغيرها من التحديات المرتقبة خلال العام الجديد والسنوات المقبلة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here