أفريقيا برس – الجزائر. هناك واقع مرّ يعيشه الخضر في الوقت الراهن، نسيه كثيرون بسبب الاستحقاق المهم من أجل التأهل إلى كأس العالم، ويتمثل في شيخوخة الفريق، من دون بوادر مستقبلية للاعبين جدد، بعد أن عقرت البطولة المحلية التي لم تنجب لاعبين كبار وحتى الذين تألقوا من الشباب، هنا، كانت وجهتهم دوريات متوسطة بين سويسرا وتركيا وحتى تونس، وتوقف انتداب اللاعبين من مزدوجي الجنسية منذ رحيل الحاج محمد روراوة.
غالبية المشكلين للفريق الوطني حاليا هم من القادمين في عهد روراوة ومنهم ماندي ومحرز وفيغولي وحتى بن ناصر وبن رحمة، وقريبا عودة قديورة بعد ترسيم انضمامه لشيفيلد في الدرجة الثانية الإنجليزية وسيكون في الـ 36 سنة من عمره في نوفمبر القادم، إذ أن ثمانية لاعبين من الأساسيين الذين واجهوا بوركينا فاسو هم على مشارف الثلاثين من العمر، أو فاقوا هذا العمر بسنوات عديدة. فباستثناء الثلاثي بن ناصر وزروقي وبن سبعيني فإن الفريق الذي واجه بوركينا فاسو، كان متقدما في السن، وهو ما جعل الثنائيات تسير لصالح بوركينا فاسو خاصة في الشوط الثاني، لأن غالبية لاعبي بوركينا فاسو في العشرينات من العمر، ولا يوجد فيهم سوى لاعب واحد في الثلاثين من العمر، كما ساعد ذلك فريق الخيول على أن يصول ويجول إلى غاية الدقيقة الأخيرة، بينما رسم التعب ما يشبه الأعباء على أكتاف نجوم الخضر، في غياب لاعبين حيويين مثل هشام بوداوي الذي بقي على مقاعد الاحتياط، أو آدم وناس الذي مازال خارج حسابات جمال بلماضي من دون تفسير للأمر.
لعب الخضر أما بوركينا فاسو بالحارس رايس مبولحي الذي سيبلغ في أفريل القادم أي بعد مباراة السد الأخيرة المؤهله لكأس العالم، 36 سنة، وإذا كان سن الحارس لا يؤثر كثيرا، فإن سن جمال بلعمري الذي سيبلغ في ديسمبر القادم 32 سنة، يعتبر متقدما، لأنه يلعب أمام مخضرمين من أمثال عيسى ماندي الذي سيحتفل في أكتوبر القادم في أيام مباراتي نيجر، بعيد ميلاده الثلاثين، وحتى مهدي زفان سيبلغ في ماي القادم 30 من العمر. وكان تراجع أداء الخضر واضحا في الشوط الثاني من الناحية البدنية، بالرغم من أن الثنائي بن ناصر وزروقي مازالا في ريعان الشباب الكروي، وهذا بسبب تقدم سفيان فيغولي في العمر حيث سيبلغ في شهر ديسمبر 32 سنة من العمر وحتى هاريس بلقبلة الذي عوضه في الشوط الثاني هو حاليا في التاسعة والعشرين من العمر، أما تأثير السن فيتجلى في لاعبي الهجوم، إذ بلغ إسلام سليماني منذ جوان الماضي 33 سنة، وسيبلغ يوسف بلايلي في مارس من السنة القادمة وهو موعد مباراتي السد، 30 سنة، كما تجاوز رياض محرز منذ فيفري الماضي 30 سنة من العمر، وحتى بغداد بونجاح سيحتفل في شهر نوفمبر القادم تزامنا مع مباراتي جيبوتي وبوركينا فاسو الأخيرتين في دور المجموعات التصفوية بعيد ميلاده الثلاثين. ونخشى أن يكون المنتخب الجزائري بهذا الفريق المتميز يلعب من دون سياسة استخلاف، ومن دون أدنى تفكير في المستقبل القريب، لأنه من غير المعقول أن يكون مبتغى الجزائر بلوغ كأس العالم في شتاء 2022 فقط بعد أن تعوّد الجزائريون على الانتصارات وتعلقوا بشكل غير مسبوق باللاعبين وبالمدرب، وواضح بأن الكثير منهم سيعلن بعد المونديال القطري، بالتأكيد، مبولحي وبلعمري وسليماني وربما محرز وآخرين اعتزالهم اللعب دوليا، لأنهم سيكونون قد تقدموا كثيرا في السن خلال مونديال 2026 الذي سيلعب في ثلاث دول وهي المكسيك وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.