أبدى وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، استعداده التام للشروع في إصلاح جذري للمنظومة التربوية وهو الأمر الذي يستدعي -حسبه- التشخيص السليم والتدرج الحكيم للوصول إلى المبتغى المنشود من الإصلاحات، واعترف بأن المناهج التربوية أو “الجيل الثاني” وردت مكدسة بالأخطاء، فيما التزم بضبط رزنامة لعقد لقاءات ثنائية مع الشركاء الاجتماعيين في غضون أسبوع.
وتعهد الوزير في كلمة مقتضبة أمام 14 نقابة مستقلة وجمعيات أولياء التلاميذ وبحضور رئيس الديوان والأمين العام، لدى ترأسه لاجتماع بروتوكولي للتعارف بمقر دائرته الوزارية بالمرادية الجزائر، بالعمل وتقديم كل ما لديه من خبرة وإخلاص لبناء مدرسة جزائرية، وأضاف “أنا هنا لأحاول معكم تصحيح ما عرفته المدرسة من شوائب، وأنا كأستاذ رياضيات أستغرب الأخطاء الموجودة في كتب الرياضيات باعتبارها مادة تخصصي، فما بالكم بباقي المواد والتخصصات الأخرى”.
وفي الشق البيداغوجي، أبدى وزير التربية، خلال الاجتماع الذي استغرق خمس ساعات كاملة، استعداده التام للإصلاح الجذري والشامل للمنظومة التربوية بدءا بإصلاح الطور القاعدي أي التعليم الابتدائي كأولوية، وهو الأمر الذي يستدعي – حسبه – التشخيص السليم والتدرج الحكيم دون التسرع لبلوغ الهدف المنشود من الإصلاحات، معتقدا أنه من الخطأ فتح كل الورشات في آن واحد، وذلك في إشارة واضحة منه إلى إمكانية التخلي عن الإصلاحات التربوية التي شرع فيها سنة 2003 واستؤنفت سنة 2015 في عهد الوزيرة السابقة.
وبخصوص المناهج التربوية، وما يعرف بـ”الجيل الثاني”، اعترف الوزير كمسؤول أول عن القطاع بأنها فعلا جاءت مليئة بالأخطاء، مبديا استغرابه لعدم تحرك إطارات الوزارة و الكفاءات لتصحيح واستدراك تلك الاختلالات قبل أن تغرس في أذهان التلاميذ.
وفي الجانب المهني، أكد واجعوط بأنه على أتم الاستعداد لبذل كل الجهود للنهوض بالمدرسة الجزائرية العمومية من خلال العمل وبجدية وبصفة تشاركية لأجل تحقيق المطالب العمالية وحل المشاكل المهنية، معلنا عن التزامه بضبط رزنامة زمنية للشروع في عقد لقاءات ثنائية مع كافة الشركاء الاجتماعيين التلاميذ في غضون أسبوع على أقصى تقدير.
كما تناول اللقاء إضراب أساتذة التعليم الابتدائي – المنضوين حاليا تحت لواء التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي “قيد التأسيس” – المتواصل منذ ثلاثة أشهر، أين التزم وزير التربية الوطنية أمام الشركاء الاجتماعيين بإيجاد حلول مناسبة للمشاكل المطروحة بصفته أستاذا قبل أن يكون مسؤولا على القطاع، من أجل المحافظة على مستقبل التلاميذ ودون تركهم دون تدريس، أين استدل بمثال عن شخصه، كونه التحق بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالحراش الاثنين الفارط لكي يقدم الدروس لطلبته، رافضا تركهم في وسط السنة الجامعية دون أستاذ.
من جهتها، استغلت النقابات فرصة انعقاد الاجتماع لتطرح على الوزير أبرز المشاكل المتراكمة على مدار سنوات، رغم تعاقب الوزراء، على غرار تعديلات القانون الأساسي لمستخدمي القطاع، التجاوزات المسجلة عبر مختلف مديريات التربية للولايات من سوء تسيير وغيرها، فيما التمست من الوزير التعجيل بتشخيص واقع القطاع قبل أن تحجب عنه الرؤية وينغلق في مكتبه ليصبح أداة لتدمير المدرسة وليس لبنائها وإصلاحها.